لماذا توجه أبو العطا لمنزله ليلة الاغتيال؟
على الرغم من التحريض الكبير الذي سبق عملية الاغتيال للقيادي في سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي بهاء ابو العطا الا ان الشهيد لم يكن يتوقع ان تنفذ اسرائيل تهديدها خاصة انه لم يسجل اية عمليات اغتيال مباشرة في غزة منذ سنوات.
ابو العطا 42 عاما من سكان حي الشجاعية استجاب لنداء الابوة وأحب ان يفاجيء احد بناته بمشاركتها بحفل عيد ميلادها العاشر لكن طائرات الاحتلال اشعلت البيت نارا واغتالته مع زوجته.
وبكلمات دامعة تقول ليان 10 أعوام انها لم تكن ترى والدها كثيرا وان امها طلبت منها المذاكرة جيدا لترى والدها في اليوم التالي ويحتفلان معها بعيد ميلادها.
وأضافت لمراسلة وكالة معا الفلسطينية :”سمعت صوت الانفجار صرت انادي على امي وابي واخوتي دون ان يسمعني احد قبل ان يحضر اخي اسماعيل ونقلوني من البيت ثم المشفى وظليت اسال عن بابا ولم يجبني احد”.
واكملت:” بابا جاء ليأخذ ماما معه .. هي كانت تقول دوما لن احزن على ابوكم فانا سأستشهد معه”.
وودعت ليان والدها الشهيد وهي تصرخ “شو بدهم منا.. شو بدهم منا.. ابي بس جاء من اجل عيد ميلادي “.
وتقول والدة الشهيد ابو العطا ان ابنها لم يكن يخشى اسرائيل رغم انه نجا من الاغتيال اكثر من مرة.
وتؤكد ان نجلها حي في قلبها وان شقيقته انجبت في يوم استشهاده طفلا اطلقت عليه اسم بهاء.
وأضافت :”بهاء قلبي وروحي وعقلي وكل الناس بتحبه”
وتذكر انه في اخر لقاء معها كان قلبه يتقطع على مشهد الشاب الفلسطيني الذي قتل في الضفة الغربية قبل استشهاده بأيام مؤكدا لها لو ان القرار بيده لاطلق الصواريخ انتقاما له.
وأوضحت انه كانت توصيه بالاختفاء لكنه كان يقول ” لو كان لي عمر فلن تقتلني صواريخ اسرائيل.. وان مقاتلين بجانبه اصابتهم الصواريخ واستشهدوا ونجا اكثر من مرة”.
وُلدَ بهاء أبو العطا في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 1977 في حيّ الشجاعية بمدينة غزة وترعرعَ هناك حيثُ أكمل دراسته الابتدائية والثانويّة في المدارس والمؤسسّات المحلية للمدينة قبل أن يُكمل مسيرته الجامعية بعدما تخصَّص في علم الاجتماع.[تزوَّج بهاء في وقتٍ لاحقٍ وأنجبَ خمسة أبناء ثمّ التحقَ منذ بداية عام 1990 بصفوفِ حركة الجهاد الاسلامي حيثُ تدرَّج في العمل التنظيمي إلى أن أصبحَ قائد المنطقة الشمالية بسرايا القدس.
وأدى اطلاق الصواريخ الى قذف جثمان الشهيد خارج المنزل فيما عثر المسعفون على جثة زوجته في المدرسة القريبة أما نجله الكبير فقد نجا من الموت بعد ان سقط من الشقة المستهدفة.
واغتالت اسرائيل ابو العطا في 12 نوفمبر مع زوجته ما ولد موجة مواجهة استمرت لاربعة ايام.
المصدر: وكالة معا الفلسطينية