هل من تفاهمات صامتة بين “حماس” وإسرائيل؟ – بقلم: ناضل حسنين
منذ بداية المواجهة بين اسرائيل و”الجهاد الاسلامي”، تقف “حماس”، ولأول مرة كالمتفرج جانبا دون الانخراط الفوري في المعركة!
من قال ان مصالح “حماس” وإسرائيل لا تلتقيان؟ ها هي في تناغم منقطع النظير. فمنذ يومين وتبادل القصف بين “الجهاد الإسلامي” والجيش الإسرائيلي دائر بعد اغتيال أبو العطا، في الوقت الذي تقف فيه “حماس” جانبا تنظر وكأن الامر لا يعنيها، خلافا لمواقف مماثلة كانت تتعرض لها “حماس” وتخوض مواجهة مع إسرائيل ولم تكن حركة “الجهاد الإسلامي” تقف جانبا، بل كانت تنخرط في المواجهة على الفور.
اذن ما الذي يدفع “حماس” نحو السكوت عما يجري؟ هل هو الرضا عن تصفية بهاء أبو العطا الذي كان يتحدى قيادة “حماس” ومحاولاتها التوصل الى تفاهم تهدئة مع إسرائيل فكان يقرر بين عشية وضحاها ان يصعد الموقف بإطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، عل إسرائيل ترد وتقصف غزة بقوة فتتهاوى تفاهمات التهدئة بينها وبين “حماس”.
هل تشعر “حماس” بالارتياح بأن قدمت لها إسرائيل خدمة وخلصتها من “الولد المشاغب” الذي لا ينصاع حتى لقيادة “الجهاد الإسلامي” ويتصرف كما يحلو له محاولا اثبات نفسه ومتمردا امام كافة قيادات الفصائل في القطاع، الى ان اكتسب صفة “المتمرد”.
ولكن من ناحية أخرى، الى متى ستتمكن قيادة “حماس” من لجم “كتائب القسام” ومنعها من الانضمام للمواجهة؟ وهل تقبل “كتائب القسام” بدور المتفرج على المواجهة الدائرة بين “سرايا القدس”، الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، وبين الجيش الإسرائيلي؟
علينا ان ندرك جيدا ان معايير الانخراط في المعركة لا تعود الى عدالتها او صدقها من عدمه، ولا تعود الى اعتبارات سياسية ينتهجها هذا القائد او ذاك، وانما يدور الحديث هنا عن ضغط جماهيري تخضع له حركة “حماس” في هذه الأيام من ضرورة دخول المواجهة وإلا ستبدو كمن تخلت عن رفاق السلاح من حركة “الجهاد الاسلامي” الذين لم يتجنبوا أيا من معارك “حماس” مع إسرائيل.
والأمر الآخر الذي تأخذه بعين الاعتبار قيادات “كتائب القسام” بوقوفها كالمتفرج من بعيد على ما يدور، ان “سرايا القدس” ستكتسب شعبية واسعة بخوضها المواجهة لوحدها ومن غير المستبعد ان ينظر اليها على انها الفصيل الوحيد المقاوم حقا للاحتلال الإسرائيلي، وستسحب البساط من تحت اقدام “كتائب القسام”، فيما سينظر الى “حماس” كمن تحاول ابرام الصفقات مع إسرائيل على حساب القضية، وهذا هو العنصر الأخطر في ابتعاد “حماس” عن المعركة.
مما لا شك فيه ان قيادة “حماس” تحاول الدفاع عن موقفها بأن المواجهة الدائرة لا تشوش حياة اهل القطاع ابدا وان الحياة الطبيعية تسير على اتم وجه باستثناء المراكز التابعة لحركة “الجهاد الإسلامي”، وانه في حال انضمت “حماس” للمواجهة، فإن الحياة في القطاع ستتوقف وستتحول كافة ارجائه الى ساحة معركة، وهو ما تمكنت “حماس” من تفاديه حتى الآن.
كم من الفلسطينيين في القطاع سيقبلون بهذا الموقف وكم من هم سيرفضون الوقوف جانبا، هذا ما سنعرفه خلال الساعات أو الأيام القليلة القريبة، لأن وتيرة الضغط الجماهيري عبر كل الوسائل، ولا سيما شبكات التواصل الاجتماعي، قد تمكنت من خلق صورة المتخاذلة لحركة “حماس”.