بقلم المهندس سليمان أبوهاني – إن الناظر إلى حال مجتمعنا العربي في النقب وما آلت إليه الأوضاع من تفاقم موجة العنف في خضم معاركه المصيريه متعددة الاتجاهات، منها ما يتعلق بالأرض والمسكن ومنها ما يندرج تحت نضاله للحصول على مقومات العيش الكريم ليخرج بكامل الثقه أن موجة العنف الطاحنة التي يمر بها تندرج وبوضوح تام تحت مخطط متكامل يهدف إلى تحطيم معالم تراث أصيل قام على لبنات متينة وصلبه من الاحترام المتبادل والتكافل التي باتت تنتابها حالات من مد وجزر مع كل حالة عنف تزعزع نسيج المجتمع..
لا شك إذًا، أن مجتمعنا يمر باختبار فيه من التعقيد الكثير بدءًا من التخلص من فوضى السلاح ومرورًا بالتحرر من محاولات غسيل الدماغ التي بات وللأسف يحمل لواءها بعض الأفراد من أبناء هذا المجتمع، بأننا ” مجتمع عاش تاريخًا، ولا يزال، يستند على مبدأ القوة والنزاعات…” وهذا محض افتراء.
إذًا فلا بد من أجل العبور بمجتمعنا إلى بر الأمان وتجاوز هذه المحنة أن ننظر نظرة كلية، وبأثر رجعي، إلى هيكلية هذا المجتمع ودوره في خارطة النضال ووضع خصوصية عزمه الذي لا يشوبه شك في تحصيل كامل حقوقه في العيش الكريم، في أعلى اعتبار..
ويقينًا أقول إنها متى ما وُجدت الدوافع والمسببات في ظل خصوصية المجتمع العربي في النقب سيسهل حتمًا توجيه بوصلة النضال والتكافل إلى مسارها الصحيح..
ولعله لا يروق للبعض أن المجتمع العربي في النقب يسطر ملحمة صمود لم يسبق لها مثيل محليًا ومناطقيًا، ليس بصموده فحسب بل وبقدرته على فض النزاعات، فأخذ هذا البعض يبث سموم الفرقه وفوضى السلاح ومنح الامتيازات على غير وجه حق وعلى رأسها تسويق الأراضي الجماهيرية في نطاق قرانا ومدننا لتشكل حصان طرواده ملغوم بشرار النزاعات والتعدي على الحقوق، بل وتفتيت أواصر أبناء المجتمع والبيت الواحد..
وعليه، ومن منطلق المسؤولية القصوى في هذه الحقبة المعقدة والصعبة فإن على مركبات المجتمع أن تدرك أن خصومها لا ينفكون عن “ابتكار” أفكار ومخططات جديده علهم بذلك يحققون مبتغاهم البعيد.. لكن هيهات، فقد حطم هذا المجتمع آمالهم العديدة والكارثية على صخرة الصمود والحذر..