بقلم المستشارة دانية خالد حجازي – المرأة صاحبة رسالة ، وصاحبة عطاءات متعددة لا تقف عند حد، وقد استمر ذلك العطاء لعقود طويلة ماضية وحاضرة حيث كان للمرأة حضورها في الكثير من الميادين والمجالات ومختلف التخصصات.
وهي احدى أهم الأطراف المساهمة في تحقيق تنمية المجتمع، فإضافة إلى دورها الفطري والطبيعي الذي قامت به منذ القدم وما زالت كأم وربة بيت وزوجة توفر للزوج والأولاد الأمان النفسي والاستقرار الذي يساعدهم على العمل والانتاج الذي يساهم في تنمية المجتمع بطريق غير مباشرة وتهتم بمنزلها بحيث يكون بيئة صالحة ، فإنها تساهم في التنمية من خلال دورها الإنتاجي: من خلال نزولها ساحات العمل بجوار الرجل في سبيل تحقيق طموحاتها المشروعة وتساعد في حمل الأعباء الاقتصادية لأسرتها.
اذًا هي محور علاقات الأسرة، والمؤثرة على البنية الاجتماعية، وتعتبر محورًا وعاملًا أساسيًا في التغيير الاجتماعي، فهي تؤثر وتتأثر، وتتكامل أدوارها كأم وعاملة ، مما يؤثر على المجتمع وقِيَمِهِ وعلاقاته ومؤسساته، ولابد من تبني سياسات تفعيل دور المرأة في التنمية من خلال التوعية والتدريب المكثف وتنمية مستواها بجميع المجالات، بهدف صقل خبراتها وتزويدها بالمعلومات الأساسية التي تسهم في زيادة التماسك الأسري وترفع الوعي بتربية الأبناء، لتساهم في نهضة المجتمع بما يتلاءم مع مكانتها وطبيعتها ولتساهم أيضًا في بناء الأجيال من خلال عملية تنمية الطفل، فالتنشئة الأولى للطفل تبدأ من مهد أمه من خلال ما يسميه علماء النفس الإشباع – والإشباع بمعناه الواسع يعني: الإشباع النفسي والإشباع الحسي والاشباع الثقافي، ولا شك أن بناء الأجيال تبدأ من خلال اكتشاف المهارات والقدرات والعمل على تنميتها وتغذيتها وتطويرها والاهتمام بتدريب الطفل على التفكير العقلي وإعطائه المهام ودفعه إلى عمل الخير وعدم مكافئته على أعمال هي من واجباته وتقويم سلوكيات الأبناء والاهتمام بالتربية الأخلاقية التي تليق بمجتمعنا من خلال كتاب الله وسنة نبينا الكريم، ويخطئ من يظن أن الحضانات والروضات التي تلجأ لها الأم العاملة لاحتضان طفلها إنما يقصد بها التسلية لأن هذه الاماكن هي التي تشكل جزءًا كبيرًا من ثقافة الطفل وقِيَمِهِ ومبادئه ونظرته إلى الناس والمجتمع بل نظرتـه إلى العالـم كلـه، لذلـك يجـب الاعتنـاء بهـذه الاماكــن وتسـليط الضــوء عليهــا.
وانطلاقاً من هذا الدور الذي تقوم به المرأة وأهميته ،إذا استطعنا رفع مستوى الوعي وتطوير قدراتها ومساعدتها على تذويب العوائق التي تقف أمامها، كزيادة في الراتب وتقليل ساعات العمل، وتكثيف مشاركتها في الندوات الفكرية والتربوية ، ولاشك أن نجاح ذلك يبقى مرهونًا من جهة بإسهام كل القائمين على الشأن العام. ومن جهة أخرى، فإن دور المرأة في مسار التغيير وتنمية المجتمع ، تبدأ في حديث رسول الله” والمرأة راعية في بيتها وهي مسؤولة” وبكلمات مباشرة غذاء العقل القراءة وغذاء الروح الروحانيات والصحة قوة الحياة والاخلاق مبدأ صلاح المجتمع، والسلوك تربية والقيم ثقافة والمبادئ هوية والمرأة قدوة الأجيال فكوني قدوةً لبناء الأجيال وتنمية المجتمعات .