يمكن أن يتضاعف عدد السعرات الحرارية اللازمة لإطعام العالم تقريبًا مع اقتراب نهاية هذا القرن، مع استمرار زيادة عدد السكان ووزن الجسم، وفقا لما نشرته مجلة “نيوزويك” الأميركية.
وحسبت دراسة، نُشرت في دورية Plos One، مقدار الغذاء الذي يحتاج إليه سكان العالم في العام 2100 إذا استمرت الاتجاهات الحالية. وكان الجواب هو ما يقرب من 80 % أكثر مما كان مطلوبا في عام 2010.
وما يقرب من 60% من هذا الرقم يأتي من حقيقة أنه سيكون هناك انفجار سكاني. وفقًا لـ Pew Research، وهي مؤسسة أبحاث مستقلة، فإنه من المتوقع أن يرتفع عدد سكان الكوكب إلى حوالي 10.9 مليار شخص بحلول عام 2100، بزيادة ثلاثة مليارات عن 7.8 مليار شخص على قيد الحياة في عام 2019.
كما أن هناك حالة نمو أخرى بنسبة 18% في الطلب، وهي نتيجة لزيادة الطول والوزن. يقول الباحثون إن مؤشر كتلة الجسم آخذ في الازدياد في معظم بلدان العالم، وذلك بالإشارة إلى الإحصائيات التي تظهر أن المتوسط العالمي زاد 2.5 كلغ لكل متر مربع (للرجال) و2.3 كلغ/متر مربع (للنساء) بين 1975 و2014. وبالتالي فإن من المتوقع أن يزداد الطلب على السعرات الحرارية لكل فرد.
ويقدر الباحثون أن متوسط الاحتياجات اليومية سيزداد من 2285 سعرا حراريا للشخص الواحد في الفترة من عام 2010 إلى 2425 سعرا حراريا للشخص الواحد في العام 2050 و2538 سعرا حراريا للشخص الواحد في العام 2100. مما يعنى 253 سعرا حراريا إضافيا، أي ما يعادل عدد اثنين إصبع موز كبيرين، أو حصة من البطاطس المقلية، وفقا لما صرح به لوتز ديبينبوش المؤلف المشارك بالدراسة خلال لقاء مع قناة “بي بي سي نيوز”.
وعلى المستوى العالمي، يعادل هذه الزيادة المتوقعة ما يوازي متطلبات الهند ونيجيريا مجتمعتين في عام 2010. ويبلغ عدد سكان هاتين الدولتين، وفقا لبيانات البنك الدولي في عام 2010، ما يقرب من 1.4 مليار.
فيما توصل الباحث ديبينبوش، من جامعة غوتنغن، وستيفان كلاسن، الأستاذ في كلية إدارة الأعمال والاقتصاد بغوتنغن، إلى هذه الاستنتاجات باستخدام التغييرات التي طرأت على وزن السكان في المكسيك، وفي طول المواطنين في هولندا في الفترة ما بين عامي 1975 و2014، والتي توفر سيناريو “واقعيا”.
ويصف الباحثان السيناريو المستقبلي الأكثر احتمالا للتحقق، بأنهسيناريو “مصحوب بانتشار حالة مجاعات للكثيرين، وسيؤثر على الفئات الأكثر ضعفا”.
ربما يكون الأثرياء قادرين على الحفاظ على أنظمتهم الغذائية، وتناول أطعمة مماثلة لما ينعمون به اليوم. ويقول الباحثون إن معاناة الفقراء ستزداد نتيجة لارتفاع متوقع للأسعار بسبب زيادة الطلب.
وقال ديبينبوش في بيان “ستؤدي هذه التطورات إلى زيادة استهلاك الطعام الرخيص، الذي يكون في أغلب الأحوال غنيا بالسعرات الحرارية لكنه ضعيف في القيمة الغذائية. ونتيجة لذلك، فإن وزن الجسم بين الفقراء سيستمر في الارتفاع، إلى جانب سوء التغذية والنتائج الصحية السيئة”.
هذا ويدعو ديبينبوش وكلاسن إلى سياسات تزيد من فرص الحصول على الغذاء في المناطق الأكثر فقراً: “ينبغي لهذه السياسات أن تحول الاستهلاك عن الأطعمة كثيفة الطاقة، التي تزيد من الوزن الزائد والسمنة، بهدف تجنب العبء المباشر المرتبط بهذه الظروف، وتقليل زيادة المتطلبات من السعرات الحرارية”.