مميزات لا تعرفها عن سيارات الدفع الرباعي
تعتبر سيارات الدفع الرباعي من الموديلات، التي تشهد رواجا كبيرا حاليا، لما توفر من المزيد من قدرة الجر وخصائص السلامة، ولكن هذه الموديلات تطرح بأسعار كبيرة، فضلا عن أنها تستهلك الكثير من الوقود.
ويذهب بعض الخبراء إلى أن نظام الدفع الرباعي يقدم إضافة في جميع مواقف القيادة، بينما يرى آخرون أن النظام يناسب حالات دون أخرى، كما أن بعض مميزاته قد يعوضها توافر أنظمة إلكترونية مساعدة، إلا أن ما يجمع عليه الكل هو أن هذه الأنظمة المساعدة لا تحل محل نظام الدفع الرباعي بشكل كامل.
وأوضح يورن جيتسلاف، أستاذ تقنيات التشغيل ومفاهيم المركبات في جامعة تسفيكاو الألمانية، أن سيارات الدفع الرباعي تمتلك مميزات قيادة مقارنة بالسيارات المعتمدة على الدفع الأمامي أو الخلفي؛ نظرا لما تتمتع به بوجه عام من ميزة قدرة الجر والسلامة.
ونظرا لتوزيع قدرة المحرك على أربع عجلات بدلا من اثنتين، يمكن أن تنتقل القوى الدافعة العالية من المحرك، وهو ما قد يظهر جانبه الإيجابي عند اجتياز المنعطفات، وبالمقارنة مع موديلات الدفع الأمامي تمتلك سيارات الدفع الرباعي “مزايا واضحة” عند التسارع.
ومن الناحية الأخرى تكون سيارات الدفع الرباعي أغلى في السعر مقارنة بموديلات الدفع الأمامي أو الخلفي، فهي تحتاج كما أوضح جيتسلاف بشكل إضافي إلى عمود كردان وصندوق تروس لتوزيع قوة المحرك، والمزيد من التروس التفاضلية، وهو ما يزيد من وزن السيارة، وما يترتب عليه استهلاك المزيد من الوقود.
تناسب مَن؟
وباختصار فإن سيارات الدفع الرباعي توفر مزايا في قدرة الجر وعوامل السلامة والأمان، مع سعر شراء أعلى والمزيد من استهلاك الوقود، وهنا يظهر السؤال التالي: سيارات الدفع الرباعي تناسب مَن؟
ويجيب على هذا السؤال كريستيان أنوسوفيتش، من شركة مرسيدس بنز الألمانية، بأن موديلات الدفع الرباعي تتمتع بمزايا في العديد من المواقف، وذلك بتوفير المزيد من السلامة على سبيل المثال عند السير على الطرق الرطبة. وأضاف ديتر فايديمان، رئيس قسم تطوير نظام الدفع الرباعي في شركة أودي، أن نظام الدفع الرباعي يوفر قيمة مضافة في جميع المواقف اليومية.
ولكن نادي السيارات ADAC الألماني يرى أن نظام الدفع الرباعي مفيدا في جميع الحالات ولجميع الأغراض؛ فالأمر يعتمد على أين يسكن مالك السيارة، فنظام الدفع الرباعي تظهر مميزاته على سبيل المثال عند السير على الطرق الجبلية والطرق الصاعدة، كما أنه يناسب أغراض السحب المتكرر للأحمال الثقيلة مثل مقطورة الخيول أو الكارافان، وذلك استنادا على قوتها في الجر، ويمكن وصف هذا كله بأن القوة الدافعة للمحرك تظهر بشكل أفضل في الدفع على الطريق.
الدفع بعجلتين يكفي
ولكن إذا تعلق الأمر بالجوانب التقنية لقدرة الجر فقط، فإنه يكفي لمعظم الطرق نظام الدفع الأمامي أو الخلفي التقليدي، وذلك وفقا لما أوضحه نادي السيارات الألماني. ويرى جيتسلاف هذا أيضا على نحو مشابه؛ ففي معظم ظروف القيادة قد يكفي الدفع بعجلتين فقط، وتستهدف أنظمة الدفع الرباعي توزيعا أفضل لعزم الدوران على العجلات الأربع.
ويستخدم جزء كبير من موديلات الدفع الرباعي الحديثة قابض متعدد الأقراص مزود بتحكم إلكتروني لهذا الغرض. وأضاف جيتسلاف أن برنامج تعزيز الاتزان الإلكتروني (ESP) قد ساعد على تحقيقها، فمثلا قامت شركة أوبل بتثبيت وحدتي قابض متعدد الأقراص في الإصدارات رباعية الدفع من سيارتها Insignia لتوجيه القوة بشكل دقيق على كل عجلة.
ويرى جيتسلاف أن أنظمة القابض متعدد الأقراص مناسبة للعمل الطارئ على الطرق الوعرة، أما بالنسبة للجولات الطويلة على الطرق الوعرة، فإن موديلات الطرق الوعرة الأصيلة تدخل في اللعبة مع “الأنظمة التقليدية”، كما يطلق عليها جيتسلاف، والتي تملك أقفالا تفاضلية خاصة قابلة للتحكم.
وتستطيع الأنظمة الإلكترونية المساعدة بشكل عام زيادة قوة الجر عند بدء السير، إلا أنها لا تحل محل أنظمة الدفع الرباعي، وفقا لما أكده نادي السيارات الألماني.