هل سيستمر التراجع في واردات السيارات من الصين بسبب الكورونا؟

تستمر واردات السيارات الجديدة من الصين وغيرها من الدول المصنعة للسيارات المصابة بفيروس كورونا في التراجع خلال العام الحالي، ويضاف هذا التراجع إلى التراجع الذي شهدته أسواق السيارات في الأعوام الماضية.

حيث شهدت واردات المملكة من السيارات خلال العام الماضي تراجعاً بنسبة 20.5% لتبلغ 440.922 ألف سيارة، مقارنة بـ554.581 ألف سيارة في عام 2017، وسجلت واردات المملكة من السيارات خلال عام 2018 أدنى مستوى في 14 عاماً، كما أنها سجلت تراجعاً للعام الثالث على التوالي، وتراجعت قيمة واردات المملكة من السيارات بنسبة 18.4%، لتبلغ نحو 35.601 مليار ريال في 2018 مقارنة بـ43.635 مليار ريال في 2017.

وتتوزع واردات السيارات إلى أربعة أنواع:

السيارات الصغيرة والجيب: تشكل نحو 87.8% من إجمالي واردات السيارات في 2018.
سيارات النقل: تشكل نحو 10.1%.
الأتوبيسات: تمثل نحو 1.9%.
سيارات لاستعمالات خاصة: تشكل 0.2% من إجمالي واردات السيارات العام الماضي.
وقد تراجعت واردات المملكة من السيارات في عام 2018 بنحو 113.659 ألف سيارة بسبب انخفاض “السيارات الصغيرة والجيب”، حيث تراجع عددها بنحو 88.501 ألف سيارة بنسبة 18.6% ليبلغ عددها في عام 2018 نحو 387.221 ألف سيارة كأدنى مستوى منذ عام 2005، مقارنة بـ475.722 ألف سيارة في عام 2017.

وفيما يخص هذا التراجع يقول “سلطان الحبيب” المدير المسؤول في أحد معارض السيارات في الرياض: “السيارات سلعة استهلاكية مهمة، ولكنها لا تنفصل عن الحالة الاجتماعية التي يعيشها الأفراد، وعندما يصاب هؤلاء الأفراد بالقلق أو عدم الاستقرار لأي سبب كان، تتراجع هذه المبيعات على الفور، وهو ما يحدث لنا الآن، وليس هناك فرق بين السيارات الصينية واليابانية والألمانية وغيرها من بقية الأنواع، فالجميع تعرض لتراجع مبيعاته هذا العام، إذا ما استمرت موجة فيروس كورونا في الانتشار، ولكن أستطيع التأكيد أن السيارات الثمينة أكثر تراجعاً من غيرها”.

وقال “رضا اللويم”: “المعرض كان يبيع نحو 8 سيارات في الشهر من الأنواع الصينية، وخلال الشهر الماضي تمكنا من بيع 4 سيارات فقط، والأمر نفسه ينطبق على بقية الأنواع التي تراجعت الأخرى، ولكن أملنا كبير في استعادة السوق لعافيته ونشاطه خلال الفترة المقبلة وخاصة قبيل موسم الحج، حيث يزداد الإقبال على بيع السيارات من جميع الأنواع، خاصة سيارات الفان التي تستخدم في موسم الحج، ولا يقتصر التراجع على مبيعات السيارات الجديدة، وإنما شمل أيضاً قطع الغيار، التي شهدت هي الأخرى بعض التراجع لم تتضح معالمه بعد، وينتظر أن تكشف المرحلة المقبلة المزيد من هذه الملامح”.

وفيما يخص تدوين بعض وكلاء السيارات في المملكة الآن عبارة “صنعت في دولة معينة” وليست في الصين، قال السيد “فيصل أبوشوشة” رئيس اللجنة الوطنية لوكلاء السيارات أنه ليس باستطاعة أي وكيل في المملكة أن يتلاعب في مكان الصنع أو يغيّره، مؤكداً أن معلومات جميع السيارات الواردة إلى المملكة تكون مدونة وموثقة ولا يمكن تغييرها أو تحريفها من قبل الوكلاء، مشيراً إلى أنه لا تأثير على واردات المملكة من السيارات، ولكن قد يكون هنالك تأثير إذا استمر فيروس كورونا مدة أطول.

وأخيراً، يرى الدكتور “سالم باعجاجة”: “هذا الترجع لم يكن وليد فيروس كورونا وإنما بدأ قبل نحو عامين، إذا تراجعت مبيعات السيارات في الأسواق السعودية بنحو 20% وهي نسبة كبيرة، تشير إلى تشبع الأسواق المحلية بشتى الأنواع، واتجاه المواطنين والمقيمين لشراء السيارات المستعملة نظراً لتراجع أسعارها”.

Exit mobile version