تعدّ المملكة العربية السعودية من البلدان العربيّة ذات المساحة الجغرافيّة الكبيرة، والتنوُّع الطبيعي الغني، ففيها الجبال والوديان والهضاب والسهول. وتضمّ كل بقعةٍ منها عددًا من أروع الأماكن على وجه الأرض، ومن هذه الأماكن الجميلة “أم الجماجم”.
رئيس مركز أم الجماجم خالد بن بندر الدويش؛ فحدّثنا عن هذه المنطقة الساحرة بطبيعتها، والمميّزة بأجوائها وجمال مناظرها.
نبذة عن أم الجماجم
يقع مركز أم الجماجم المرتبط إداريًّا بمحافظة المجمعة التابعة لمنطقة الرياض، شمالي منطقة الرياض، وهو البوّابة الشمالية الشرقية للعاصمة، ويتمركز على طريقٍ دولي يربط السعودية بدول الجوار، مثل: الكويت والعراق. وتقدَّر مساحة أم الجماجم بوصفها رقعةً سكنيّة بـ25 كيلومترًا مربعًا، بينما تزيد مساحتها الكليّة على 800 كيلومتر مربع.
مميزات المنطقة
تتميّز أم الجماجم بطبيعتها الساحرة والجذّابة، بخاصّة في فصلي الشتاء والربيع، وبجوّها الجميل النقي، حتّى أنَّ كثيرين يطلقون عليها اسم “باريس النفود” و”كورنيش الدهناء”؛ إذ تتجمَّع في أماكن مختلفة منها مياه الأمطار في موسم الأمطار. وتزخر أم الجماجم بمنابت الأعشاب وأشجار السدر والطلح، إضافة إلى الأودية. أمّا سكانها فيزيد عددهم على خمسة آلاف نسمة، بين مواطن ومقيم. وفيها إدارات حكوميّة، وخدمات تعليميّة وصحيّة وأمنيّة.
التسمية
كانت أم الجماجم، بحسب سلاسل التاريخ، تسمَّى “تعشار”، وقد ذُكرت في معجم الحموي. وسُمِّيت في ما بعد بـ”أم الجماجم” نسبةً إلى بئرٍ، وُجِدَت في عصر النبي سليمان، وقعت إلى جانبها معركة في عصر صدر الإسلام. وكانت جماجم الرجال القتلى تُرى على مد النظر.
البئر الأثرية
في أم الجماجم بئر أثريّة، يتجاوز عمرها سبعة آلاف سنة، ويزيد عمقها على 40 مترًا. بُنيت البئر من الداخل بحجرٍ لا يمكن للبشر حفره بإتقان وقوّة مماثلين. لذا، يُعتقد أن البئر من “مواريد” النبي سليمان، وقد حفرها الجان خلال سفره من أرض الجليل فلسطين إلى اليمن. وقد هُجرت البئر لأكثر من نصف قرن إلى أن أعاد تنظيفها وتجهيزها رئيس مركز أم الجماجم خالد بن بندر الدويش، في شهر ذي الحجة من عام 1440هـ، كما أضاف لها غطاسًا يعمل بالطاقة الشمسية، لتصبح صالحة للاستعمال من جديد.