دخل جماعة من أهل العراق على محمّد بن عليّ ابن الحنفيّة فقال: « يا أهل العراق تزعمون أنّ أرجى آية في كتاب الله (عزّ وجلّ): ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾
[42] وإنّا أهل البيت (عليهم السّلام) نقول: أرجى آية في كتاب الله (عزّ وجلّ) ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ وهي والله الشّفاعة ليعطينّها في أهل لا إله إلاّ الله حتّى يقول: ربّ رضيت. وعن الصّادق (عليه السّلام) قال: دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على فاطمة (عليها السّلام) وعليها كساء من ثلّة الإبل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لمّا أبصرها، فقال: يا بنتاه، تعجّلي مرارة الدّنيا بحلاوة الآخرة، فقد أنزل الله عليّ ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [43] . ومن رضا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يدخل أهل بيته الجنّة، وقال الصّادق (عليه السّلام): رضا جدّي أن لا يبقى في النّار موحّد [44] .