أ.ف.ب:إيطاليا تستعد لمباحثات لإنعاش اقتصادها يثير انقساما حكوميا
ينضم قادة الاتحاد الأوروبي إلى رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي السبت لإجراء مباحثات حول تنشيط الاقتصاد في البلاد، لكن شخصيات معارضة نددت بالمبادرة التي نظمت على عجل وانتقدتها بشدة.
ورغم مشاركة مجموعة من أبرز السياسيين، يعتزم إيطاليون مثل الزعيم اليميني المتطرف ماتيو سالفيني تجنب مؤتمر كونتي، الذي وصفه بأنه خدعة إعلامية تهدف إلى تعزيز صورة رئيس الوزراء.
ورغم ارتفاع معدلات الموافقة والرضا عليه خلال حالة الطوارئ المرتبطة بفيروس كورونا المستجد، يواجه كونتي الآن تحديات سياسية بينما تشهد البلاد ركودا عميقا.
واقنع كونتي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالانضمام للمحادثات عبر الفيديو، إلى جانب مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الإيطالية.
وذكرت الوكالة أن مسؤولين كبار آخرين في الاتحاد الأوروبي سيشاركون، فيما لم تؤكد رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد مشاركتها بعد رغم أنه كان من المقرر انضمامها للمحادثات.
حتى بعد ظهر الجمعة، لم ينشر مكتب كونتي برنامجا للجلسات المغلقة التي من المقرر أن تستمر حتى الاثنين.
وأطلق كونتي الفكرة علنا الأسبوع الماضي، قائلاً إنه يريد توحيد “أقوى قوى البلاد” وجمع “أكثر الأفكار فعالية” من أجل إحداث انتعاش اقتصادي بعد شهرين من الإغلاق.
من المتوقع أن يسجل ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي انكماشا نسبته 8,3 بالمئة على الأقل في عام 2020، حسب أكثر التقديرات تفاؤلاً من وكالة الإحصاءات الوطنية الإيطالية.
ولتحفيز النشاط في دول الاتحاد الأوروبي الأكثر تأثراً بأزمة كوفيد-19، اقترحت المفوضية الأوروبية خطة إنعاش بقيمة 750 مليار يورو (847 مليار دولار)، مؤلفة من 500 مليار يورو في شكل منح و 250 مليار يورو في شكل قروض.
ومن المتوقع أن تحصل إيطاليا على حوالي 172 مليار يورو من هذا المبلغ.
وأعرب كونتي عن أمله في أن يشمل الاجتماع الأغلبية الحاكمة وأعضاء المعارضة والنقابات والخبراء الاقتصاديين لصياغة مبادئ توجيهية لخطة الإنعاش.
اقترح كونتي تشكيل فريق عمل برئاسة الرئيس التنفيذي السابق لشركة فودافون فيتوريو كولاو للتوصل إلى توصيات بشأن كيفية إعادة الاقتصاد الإيطالي إلى المسار الصحيح. وتشمل المقترحات نقل الإدارة العامة المرهقة في إيطاليا إلى القطاع الرقمي وتحديث البنية التحتية وإعادة هيكلة نظام الجامعات الوطنية ضمن مسائل أخرى تحتاج للإصلاح.
وذكرت تقارير إخبارية إن المعارضة الإيطالية رفضت دعوة كونتي وحتى المسؤولين الحكوميين بمن فيهم وزير الاقتصاد روبرتو غوالتيري انتقدوا الخطط المتسرعة ونقص مساهمات الحكومة.
واستفاد سالفيني من الارتباك الأولي، وكتب على فيسبوك الاثنين أن “اليقين الوحيد” بشأن الاجتماع هو أن هناك خلافا في الحكومة.
وكتب سالفيني، نائب رئيس الوزراء السابق “في الوقت نفسه لم تحصل آلاف العائلات الإيطالية على يورو واحد حتى الآن، واستؤنف غزو المهاجرين غير الشرعيين بقوة وتم تجاهل نداءات رئيس الدولة للتحدث مع المعارضة”.
وكان مدعون عامون استجوبوا رئيس الوزراء الايطالي لنحو ثلاث ساعات بشأن إدارته لأزمة فيروس كورونا الطارئة.
وفتح الادعاء العام في مدينة بيرغامو، التي تقع في منطقة لومبارديا الشمالية الأكثر تضررا جراء الفيروس، تحقيقا لتبيان سبب عدم تصنيف مدينتين “منطقة حمراء” قبل اشتداد الأزمة.
واعتبر خبراء صحيون أنه لو تم عزل المنطقة في وقت مبكر، لكان من الممكن إنقاذ العديد من الأرواح. ورد كونتي بأنه كانت لدى المناطق سلطة تقديرية كاملة لإغلاق المناطق التي انتشر فيها الفيروس أواخر شباط/فبراير وأوائل آذار/مارس.
وقال “لو أرادت لومبارديا، لكان بامكانها تصنيف ألزانو ونيمبرو منطقتين حمراوين”.
وأدى وباء كوفيد-19 الى وفاة أكثر من 34 ألف شخص في إيطاليا معظمهم في شمال البلاد.
وفرض كونتي الإغلاق التام على الصعيد الوطني في 10 آذار/مارس.