في إطار فكّ الحظر الذي كان مفروضًا، اتقاءً من وباء “كوفيد_19″، بدأ بعض الدول الذي يعتمد على السياحة مصدرًا في الدخل القومي، في اتباع طرق جذب عدة لإغراء السائحين بالزيارة. قبرص، الجزيرة الشرقيّة في البحر الأبيض المتوسّط، هي واحدة من الدول التي قالت الحكومة فيها إنّها ستدفع تكاليف الإقامة والعلاج والطعام للمرضى وأسرهم، إذا ما جاءت نتائجهم إيجابية للفيروس، أثناء وجودهم في الجزيرة لقضاء رحلات سياحيّة. وبحسب بيان، فإنّ السائحين سيتحمّلون حصرًا “تكلفة نقلهم إلى المطار ورحلة العودة إلى بلادهم”. علمًا أنّ الإصابات بالفيروس تعدّ ضئيلة في الجزيرة ( 939 إصابة و17 وفاة جراء الفيروس، حتّى كتابة هذه السطور).
تُعرف قبرص بأنّها دولة مستقلّة ذات ماض عريق، ومناخ معتدل وشواطئ جميلة وجبال حرجيّة ووديان خصبة، وغالبًا ما كانت تستقطب السائحين الراغبين في قضاء عطلة رومانسيّة أو في الاستجمام أو في الجولة في مواقعها الأثريّة الكثيرة، لو أنّ الاستجمام هو مطلب غالبيّة الراغبين في السفر بعد الحجر. فالجزيرة تقدّم أطباقًا لذيذة، وتتمتّع ببنية تحتية سياحيّة، وسكّانها ودودون، كما تحضن مجموعةً من الأماكن الأثريّة، إذا تعاقب عليها الغزاة لموقعها، وخلّفوا ما يشير إليهم. قبرص، وتحديدًا بافوس هي مسقط رأس أفروديت، ويُلاحظ أن الآلاف من زائري قبرص يتوجّهون إلى زيارة بافوس من أجل مشاهدة صخرة أفروديت (شخصيّة أسطوريّة تعرف بالحب والخصوبة)، والبحث عن الشباب الأبدي، مع ما يتردّد أن السباحة حول صخرة أفروديت لثلاث مرّات، يمنح الشباب والجمال الأبديين!
عناوين سياحيّة
تشمل أماكن السياحة في قبرص:
متنزّه بافوس الأثري (كافو)
يعرض القطع الأثريّة، التي يرجع تاريخ بعضها إلى عصر ما قبل التاريخ، والكنوز من العصور الوسطى، بينما يرجع معظم الآثار إلى عصر الرومان. المتنزّه مُدرج على لائحة مواقع التراث العالمي التابعة لليونيسكو، منذ سنة 1980. هناك، تشمل المواقع الأكثر إثارةً للإعجاب: الأرضيّات الفسيفساء المعقّدة من الفيلّات الرومانية الأربع ومعبد أسكلبيون ومدرج أوديون وساحة آغورا وقلعة ساراندا كولونس (الأربعون عمودًا) وأنقاض ليمينيوتيسا التي تعود للصروح الدينيّة الأولى ومقابر الملوك.
قلعة “سان هيلاريون”
تقبع أطلال هذه القلعة على قمّة صخريّة في مدينة كيرينيا (غرنة)، قبالة الساحل الشمالي لقبرص، وهي أفضل قلعة محفوظة في القرن الحادي عشر. كانت عبارة صرح ديني في الأصل، وقد نالت اسمها من زاهد محلّي معروف باسم هيلاريون. في المكان، يبدو المشي النشاط الأبرز، وهو يسمح للزائرين باكتشاف اسطبلات القلعة وأماكن الجنود والمقر الملكي والصرح الديني. يؤدّي الدرج المرمّم إلى برج حراسة، حيث يمكن للزائرين الاستمتاع بإطلالة بانوراميّة على الجبال والوديان والشواطئ.
شاطئ “نيسي”
تشتهر نيسي بشواطئها العديدة في مدينة “أيا نابا” السياحيّة، وبخاصّة حفلات الشاطئ التي تمتدّ حتّى ساعات الصباح الأولى، وهي تجذب الشباب. وعلى غرار كل الشواطئ في “أيا نابا”، في “نيسي بيتش” مركز للرياضات المائيّة، كما أنّ المطرح مقصد لهواة ركوب الأمواج والتزلّج على الماء وركوب المراكب ذات الدواسات والسباحة، بالإضافة إلى الطيران الشراعي. “نيسي”، هو اسم جزيرة صغيرة تقع بالقرب من الساحل. يمكن الوصول إلى الجزيرة غير المأهولة بسهولة، سيرًا على الأقدام، عبر اجتياز المياه الضحلة.
حطام زنوبيا
في سنة 1980، بدأت العبّارة السويديّة زنوبيا في دخول ميناء لارنكا، خلال رحلتها قبالة ساحل قبرص، بيد أنّها انقلبت في نهاية المطاف، وغرقت ببطء، لتستقرّ إلى جانب ميناء لارنكا في قطعة واحدة. راهنًا، يُصنّف حطام زنوبيا بأنّه واحد من أفضل مواقع الغوص في العالم، فهو سهل البلوغ، فيما درجة حرارة المياه معتدلة، والتيّارات خفيفة، ويقع على بعد حوالي عشر دقائق بالبحر عن مدينة لارنكا الساحليّة، ثالث مدن البلاد. كان يجذب حوالي 45 ألف غواص إليه في كلّ عام. على الرغم من أن الغرف العديدة للسفينة مفتوحة للاستكشاف، إلا أنّه يُشجّع الغوّاصون عديمو الخبرة على حصر نشاطهم خارج السفينة حيث يمكنهم مشاهدة الحياة البحرية، ولا سيّما الباراكودا (العقام، هو جنس من الأسماك الضخمة المستطيلة الشكل، الفضية اللون، تغطي أجسامها حراشف صغيرة، كما تمتاز بزعانفها الظهرية المتباعدة، وذيولها المشقوقة).
قلعة كولوسي
تقع قلعة كولوسي على بعد 14 كيلومترًا غربي ليماسول، على الطريق المتجه نحو بافوس، وهي عبارة عن مبنى عسكري مكوّن من ثلاث طبقات كان شيّد للصليبيين في العصور الوسطى المتقدّمة. يرجع تاريخ القلعة إلى القرن الثالث عشر، وقد أُعيد بناؤها في القرن الخامس عشر. تمّ التحكم في القلعة من قبل فرسان القديس يوحنا، ثم استولي عليها من منافسيهم، فرسان الهيكل. على الرغم من عدم وجود الكثير من البقايا من المجمع الأصلي خارج الجدران الحجرية المتينة للمخزن، إلا أنّ الدرج اللولبيّ يقود الزائرين إلى الإطلالة على مناظر خلابة لشبه الجزيرة المغطاة بالكروم، والبحر الأبيض المتوسط الأزرق.
كوريون
يعتقد علماء الآثار أن مدينة كوريون القديمة، هي أحد الممالك الهامة في عالم الآثار، لما تحتوي عليه من مواقع مبهرة. تقع كوريون على بعد عشرين كيلومترًا غربي مدينة ليماسول، على الطريق المتجه نحو بافوس، وتحديدًا على تلّة تطل على خليج إبيسكوبي؛ هناك، تجعل البيوت المتداعية والمعابد والمباني العامة في مجمع كوريون من السهل تخيّل ما كانت عليه الحياة في قبرص في زمن غابر! تشمل المواقع البارزة،: الإستاد القديم الذي يرجع تاريخه إلى القرن الثاني، ويتسع لستة آلاف متفرّج، وكان الموقع الذي تقام فيه المباريات في العصور القديمة، أمّا راهنًا فهو يشهد على الحفلات والمسرحيات الكلاسيكية.