نزهات طويلة على الأقدام في مسارات شهيرة حول العالم
يُدرج بعض السائحين الـ”هايكينغ”، أو القيام بنزهات طويلة على الأقدام، على لائحة النشاطات، لأنّها تسمح لهم بالتعرّف إلى طبيعة البلاد وتضاريسها، وبعض من آثارها. علمًا أنّ هناك شركات سياحيّة تقدّم هذا النوع من الرحلات، الذي يُمكّن بالإضافة إلى الاكتشاف، العودة إلى الذات، والتأمّل.
في الآتي، دروب الـ”هايكينغ” المعروفة في نقاط حول العالم.
درب مقاطعات “أبالتشيا” في الولايات المتحدة
يمتدّ درب مقاطعات “أبالتشيا” لـ2200 ميلًا ، ويعدّ المسار الأكثر طولًا للمشاة فقط في العالم. وينطلق من جبل “سبرينغر” في جورجيا وصولًا إلى جبل “كاتاهدين” في ولاية مين، مرورًا ببعض من أكثر البلدان النائية في الولايات المتحدة. وغالبًا ما يخوض هذا المسير أولئك الذين يتمتعون بإجازة طويلة.
الدرب واضح المعالم، ويضمّ معسكرات مميّزة، ما يعني أنّه يمكن أن يخوضه السائح منفردًا، لو أنّ هنالك شركات توفّر أماكن إقامة في دور ضيافة محجوزة مسبقًا ووجبات غداء مجهزة في “متنزّه شيناندواه الوطني” الرائع، بفيرجينيا، حيث المناظر الأكثر جاذبيّةً على طول الدرب.
درب المسافر باشو في اليابان
تفخر اليابان بضمّ دروب المشي القديمة التي تربط المعابد بالمدن؛ كان الشاعر ماتسوو باشو (1644-1694) أوّل شعراء الهايكو (نوع من الشعر الياباني يتألّف من بيت واحد، ومن سبعة عشر مقطعًا صوتيًّا) الذي سلك هذا المسير قبل أكثر من 300 سنة!
يمرّ المسير الذي يستغرق اجتيازه ستّة أيّام في سنداي (مدينة في اليابان، وعاصمة محافظة مياغي) عبر منطقة توهوكو التي تحتلّ الشمال الشرقي من جزيرة هونشو أكبر جزر اليابان، مرورًا بموقع “هيرايزومي” المدوّن على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، وعلى طول درب دوا كايدو القديم، حيث غابات الزان والكرز، قبل التوجه إلى الجبال، وأخيرًا إلى معبد “ياماديرا”. في هذا الإطار، توفّر شركات سياحيّة أماكن إقامة في بيوت ضيافة تقليديّة تُسمّى “ريوكان”، مع إمكانية الوصول إلى الحمّامات (أونسن) لتهدئة العظام المرهقة بعد المشي لمسافات طويلة.
جبل توبقال في المغرب
يُمثّل الوصول إلى القمّة الأكثر ارتفاعًا في شمال أفريقيا مهمّةً صعبةً، ولكنّها تستحق التجربة!
تعلو القمّة لـ 13.671 قدمًا؛ الدرب خاصّ بالأفراد الذين يهوون المغامرات، وهو ينطلق من قرية إمليل، صعودًا، ويمر فوق مجرى نهر جافّ قبل أن يرتفع بشكل حاد عبر ضريح شمهروش، ويتجه إلى كوخ جبلي كبير.
بعد ليلة وضحاها، يصل المشاؤون إلى القمّة، حيث تبدو أمامهم جبال الأطلس وتنكشف مشاهد غاية في الروعة! لا بد من وجود مرشد محلي وشاحنة حمل للأمتعة، وفي هذا الإطار ترتّب الشركات المنظّمة الرحلات السياحيّة ذلك، إلى جانب النقل من مراكش، وإليها.
“ظهر التنّين” في هونغ كونغ
تُعرف هونغ كونغ بناطحات السحاب والشوارع الضيّقة، ولكنّ الوجه الآخر من العاصمة يتكشّف عن جزر مليئة بمسارات المشي العديدة، الأكثر شهرةً بينها هو “ظهر التنّين” الذي يمكن الوصول إليه بالحافلة، بسهولة، من وسط مدينة هونغ كونغ. هذا الطريق المتعرّج هو المحطة الأخيرة لطريق هونغ كونغ، الموجود على سلسلة تلال ظهر التنين، ويشتهر على نطاق واسع بوصفه أحد أماكن التنزّه سيرًا على الأقدام المفضّلة في هونغ كونغ. وثمّة منصة مراقبة موجودة بالقرب من القمّة، التي تقدّم إطلالات رائعة على جزيرة هونغ كونغ الجنوبيّة وشواطئها. يبدأ المسير من نفق مظلّل بالاشجار على طريق “شيك أو”، قبل تسلق قمّة “شيك أو”، مع آفاق مطلة على الشواطئ الرملية البيض والتلال الخصبة والجزر الاستوائية. في نهاية الطريق، يرتسم خليج “بيغ ويف”، حيث يحلو الغطس أو ركوب الأمواج.
طريق الحرير في أرمينيا
تغتني أرمينيا بمناظر طبيعيّة جميلة قابلة للاكتشاف سيرًا على الأقدام، مع الإشارة إلى أنّ البلاد تمتلك بعضًا من مسارات المشي المفضّلة في أوروبا. تستغرق رحلة طريق الحرير في أرمينيا 11 يومًا، وتجتاز بعضًا من الدروب الأكثر جاذبيّةً على صعيد وفرة المشاهد، وتربط بين صروح دينيّة محميّة من اليونسكو المحمية (ساناهين وهاغبات)، مرورًا بقمم الحجر الجيري وعبر الغابات الخضراء، مع فرصة التنزّه في سلسلة جبال جيجاما والتسلّق إلى قمّة أراغاتس التي ترتفع إلى نحو أربعة آلاف متر، وتعدّ أعلى جبال في البلاد.