ماذا تفعل 20 دقيقة إضافية من النوم لجسمك؟
مع تطبيق أوامر الإغلاق والعمل عن بعد في الكثير من الدول، بسبب أزمة فيروس كورونا، برزت التأثيرات الإيجابية للحصول على قسط كاف من النوم، وما تفعله 20 دقيقة إضافية من النوم على المخ ومناعة الجسم.
ومع عمل الكثير من الموظفين من المنزل لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، لم يعد يتعين على الناس الاستيقاظ مبكرا للاستعداد للذهاب للعمل، أو ركوب المواصلات، مما عنى حصولهم على نوم أطول.
وقالت الخبيرة في مجال النوم، الباحثة في كلية الطب بجامعة هارفارد، ريبيكا روبينز، إن 20 دقيقة إضافية هي “كل ما يلزم” لإحداث فرق في صحة البشر.
وأضافت: “إذا قمنا جميعا بزيادة نومنا لمدة 20 دقيقة، فسيكون ذلك مفيدا لمزاجنا وصحتنا وإنتاجيتنا. نحن أكثر كفاءة وأكثر قدرة على إنجاز العمل وتقديم منتج عمل عالي الجودة، عندما نكون قد حظينا بقسط جيد من الراحة”.
ولدى مقارنة بيانات تم جمعها في الفترة ما بين 16 مارس و3 أبريل، من تطبيق يدعى “SleepScore”، مع بيانات ما قبل الوباء، اتضح أن الناس كانوا ينامون في وقت أكثر تأخرا من الليل، لكنهم كانوا يستيقظون بعد 23 دقيقة من وقتهم المعتاد صباحا.
وأظهرت البيانات، أن هؤلاء كسبوا حوالي سبع دقائق إضافية من النوم. وبالإضافة إلى ذلك، أمضى الناس في المتوسط 10 دقائق إضافية في السرير بعد استيقاظهم.
وشددت روبنز على أهمية النوم لوقت أطول، وإن كان لدقائق، لأنه يمنح الجسم مناعة أقوى، وفق ما ذكر موقع “ويل أند غود”.
ولإثبات ذلك، أجرت روبينز بحثا، عرضت فيه مجموعة من الأشخاص الذين حصلوا على 7 إلى 8 ساعات من النوم في الليلة، وآخرين حصلوا على ساعات نوم أقل (حتى 30 دقيقة أقل)، عرضتهم لفيروس سريع الانتشار يسبب القيء والإسهال.
وأوضحت أنه عندما ينام الفرد لفترة أقل من الـ7 ساعات الموصى بها، يزداد خطر الإصابة بالفيروسات 4 مرات أكثر من أولئك الذين يحصلون على قسط كاف من النوم.
وأضافت: “أليس هذا مثيرا للاهتمام؟.. استخدمت تجربتنا نفس الفيروس.. وفي حالة الراحة الجيدة يقل خطر الإصابة بالعدوى بمقدار كبير”.
وشددت الباحثة على أن “النوم الجيد، إلى جانب الحفاظ على التباعد الاجتماعي وغسل اليدين، هو من أفضل الأشياء التي يمكننا القيام بها للبقاء بصحة جيدة والوقاية من الوباء (كوفيد-19)”.
كما لا يؤثر عدم النوم بشكل كاف على البشر على المدى القصير فحسب، إذ أثبتت الدراسات التجريبية التي أجريت على حيوانات، أنه يمكن أن يكون له تأثيرات طويلة المدى على الصحة البدنية.
واستطردت موضحة أن النوم لساعات كافية يحمي أيضا من مشكلات التدهور المعرفي، مثل مرض ألزهايمر والخرف.
وللحصول على قسط كاف من النوم، اقترحت روبينز تطبيق مجموعة من الخطوات، أهمها تدوين ساعات النوم التي يحصل الفرد عليها وتسجيل شعوره في الصباح، لتحديد عدد الساعات الكافية من النوم لمنحه القدرة على العمل والإنتاج بصورة جيدة خلال اليوم.
كما أكدت على أهمية ابتكار “روتين ليلي” يمارسه الفرد قبل النوم، كالاستحمام بالماء الدافئ أو القراءة لمدة 15 دقيقة، ليستعد الجسم للدخول في مرحلة الاسترخاء والنوم.