دعا مشاركون في جلسة عصف ذهني حول موجة التطبيع العربي إلى تبني إستراتيجية فلسطينية موحدة لمواجهة ما يسمى بـ”السلام الإقليمي” الذي تطرحه رؤية ترامب، وإلى تشكيل حائط صد شعبي في وجه صفقة القرن ومخططات الضم، والعمل على استعادة الطابع التحرري للقضية الفلسطينية.
وحذروا من الانتظار والتعويل والرهان على خسارة دونالد ترامب وفوز جو بادين في الانتخابات الأميركية، على الرغم من أنه مختلف عن ترامب، إلا أن المصالح المشتركة والإستراتيجية الأميركية الواحدة تلزم الرئيس الأمريكي أيًا كان بدعم إسرائيل، بحيث يبقى الفارق بينهما ليس حاسمًا، مع مراعاة التغييرات التي تحدث في الرأي العام الأميركي بشكل عام، وداخل الحزب الديمقراطي بشكل خاص، التي تسير نحو تأييد القضية الفلسطينية، موضحين أن موقف الإدارة الأميركية واضح من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فحتى لو فاز بايدن سيعيد العلاقة والدعم للسلطة، ولكنه سيعود إلى سياسة إدارة الصراع، مع انحياز كامل لإسرائيل في مخططاتها.
كما أكدوا على أهمية استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، والبناء على مخرجات اجتماع الأمناء العامين، وخاصة لجهة تشكيل قيادة وطنية موحدة على أساس إستراتيجية موحدة، والعمل على إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير، وتغيير السلطة لتكون أداة من أدوات المنظمة وبرنامجها المشترك، وتوفير مقومات الصمود والمقاومة ودعم حركة المقاطعة، والاحتكام إلى الشعب عبر صناديق الاقتراع، إضافة إلى إعادة الاعتبار للعلاقة مع الشعوب العربية وعلى امتداد العالم، وتفعيل الديبلوماسية الفلسطينية في مختلف المحافل، وتفعيل عمل الجاليات الفلسطينية في مختلف أماكن تواجدها في مواجهة المخططات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
وأدان المشاركون قرار جامعة الدول العربية الرافض لإدانة التطبيع، داعين إلى ضرورة العمل من داخل مؤسسات الجامعة لرفض التطبيع، وعزل المطبعين، في حين حذر البعض من انسحاب فلسطين من عضوية الجامعة، كون الجامعة أنشئت من أجل قضية فلسطين.
وطرحت آراء متباينة خلال الجلسة بين من قال إن أوسلو مهد الطريق للتطبيع العربي، وبين من قال إن أوسلو خطأ كبير، لكنه لا يبرر للدول العربية عقد اتفاقات سلام مع الاحتلال، خاصة أن الإمارات والبحرين ليستا من دول الجوار لفلسطين، ولم تخوضا حروبًا مع الاحتلال حتى توقعا “اتفاق سلام” وتتجها للتحالف معه.