رحلات سياحية في أعماق 3 أنهار
لطالما كانت الأنهار عصب الحياة في المواقع التي تحضنها؛ إلى تأمين مياه الشرب والمساهمة في ريّ المزروعات وجرّ الكهرباء وتأمين طرق للسفن التجاريّة… هي تلعب أيضًا دورًا في السياحة، إذ تستقطب هواة الطبيعة ومخلوقاتها. في الآتي، رحللا سياحية في أعماق ثلاثة أنهار.
نهر الأمازون
مع طول يبلغ 6400 كيلومتر، يعدّ نهر الأمازون ثاني أطول نهر في العالم. يجتمع على الأمازون وروافده كلّ من البيرو وبوليفيا وفنزويلا وكولومبيا والإكوادور والبرازيل، قبل أن يصبّ النهر في المحيط الأطلسي.
يعيش في الأمازون أكثر من 3000 نوع معترف به من الأسماك، ولا تزال الأنواع الجديدة قيد الاكتشاف. ففي نهر أورينوكو، أحد الموائل الرئيسة لنهر الأمازون، يعيش أكبر أنواع دلافين النهر، الدلافين التي يمكن أن تنمو إلى أطوال تصل إلى 2.6 مترًا! القرش الثور بدوره، يُقيم على بعد 4000 كيلومتر فوق نهر الأمازون في إكيتوس، بالبيرو. وهناك سمكة خطيرة أخرى في الأمازون هي سمكة البيرانا التي تهاجم البشر.
نشاطات سياحيّة
| المشي في الغابة: تبدو النزهة في غابة الأمازون المطيرة رائعة، وهي تسمح بالتعرّف إلى الحياة البريّة الفريدة والنباتات الطبيّة المختلفة. والمثير هناك هو رؤية ثعابين الأناكوندا والرتيلاء والضفادع السامة وأشجار المطاط وزهور الأناناس… عند النظر إلى الأعلى، يغري مشهد القرود السناجب بالتصوير! على الرغم من أن غابة الأمازون تأوي أكثر من ثلث أنواع الحيوانات المُسجّلة في العالم، بما في ذلك خمس الطيور على الأرض، إلا أنه لا يزال من الصعب التنبؤ بالحيوانات التي سيراها الزائرون خلال المشي.
| الصيد: يعتبر صيد أسماك البيرانا من الأنشطة المفضّلة للسائحين؛ غالبًا ما يُقال إنّ هذه الأسماك ذات البطون الحمر مخلوقات خطرة. لكن، هذه مجرد أسطورة شعبية، ولا تهديد حقيقيًّا من هذه الأسماك. تنظّم هذه الرحلات عادةً بعد الظهر، على متون القوارب الخشب، صحبة أدلّاء.
| التجديف: العديد من الرحلات في نهر الأمازون موضوعه التجديف بزوارق الكاياك، وذلك في المناطق النائية من الغابات المطيرة، مع دليل ماهر، لمراقبة النباتات والحيوانات الرائعة في الأمازون. غالبًا ما توقّت رحلات الكاياك في الصباح، وهي تسمح بمشاهدة الطيور أيضًا. تستغرق هذه الرحلات عادةً ساعتين.
دلتا نهر الميكونج
نهر الميكونج هو ثاني أطول نهر في العالم؛ يُقدّر طوله بحوالي 4350 كيلومترًا. ينبع نهر الميكونغ من هضبة التيبت ويجري عبر أراضي إقليم يونان في الصين، ثمّ في بورما (ميانمار) ولاوس وتايلاند وكمبوديا، ففي أراضي فيتنام، مكوّنًا دلتا نهر الميكونغ. يصبّ النهر في بحر الصين الجنوبي. ويعتبر حوض نهر ميكونج من مناطق التنوّع البيولوجي الأكثر غنًى في العالم، لكن منذ بناء السدّ الصيني الأوّل، أصبح العديد من الأنواع مهدّدًا بالانقراض، بما في ذلك دلافين الميكونغ وخراف البحر.
تشمل النشاطات السياحيّة في دلتا الميكونغ (يشمل هذا الإقليم المناطق الواقعة جنوبي سلسلة جبال أنامايت والمناطق الساحلية المنخفضة. ويعيش أكثر من نصف سكّان فيتنام في هذه الدلتا، وهي المنطقة الزراعية الرئيسية):
| الجولات على متون الدراجات في دلتا نهر ميكونج لاستكشاف المنطقة، بخاصّة حقول الأرز الخضر، مع الضمان بأنّ المشاهد الطبيعيّة جذّابة. خلال الجولات، تكثر فرص اللقاء بالسكّان المحليين الودودين، كما تذوّق الفواكه الطازجة في الأسواق المحليّة أو ارتشاف القهوة الفيتنامية على ضفة النهر.
| زيارة الأسواق العائمة، التي تمثّل إحدى معالم دلتا نهر ميكونج؛ تعرض الأسواق، وهي عبارة عن قوارب يعرض أصحابها على متونها، الفواكه والخضروات من المحاصيل المحليّة. وهناك مقاه متنقّلة، حيث يمكن للمتسوّقين شراء المشروبات الغازيّة أو القهوة المُثلّجة أو حساء المعكرونة. إشارة إلى أنّ Cai Rang هي السوق العائمة الأكثر شعبيّةً، وتقع على بعد بضعة كيلومترات من وسط مدينة Can Tho. أمّا سوق Phong Dien فموقعها جنوب غربي Can Tho؛ صحيح أنّ مساحتها فتصغر الأولى، ولكنها تستحقّ الزيارة.
| الرحلات على متون السفن: تكثر السفن النهريّة السياحيّة الكبيرة، وهي تجول بالسائحين على الفروع الرئيسة لميكونغ، في رحلات تمتدّ من خمسة أيّام إلى سبعة منها. هناك سفن أصغر أيضًا توفر جولات فرديّة أقصر تمتدّ بين يومين وخمسة أيّام. يمكن لهذه الطرّادات النهرية أيضًا الانزلاق من خلال الفروع والقنوات الصغيرة التي تكون صغيرة للغاية، بالنسبة للقوارب الكبيرة. وعلى متونها، يمكن للسائحين استكشاف مناطق أقل صناعية في الدلتا.
زامبيزي
نهر زامبيزي الذي يبلغ طوله 3.540 كيلومترًا هو رابع أطول نهر في أفريقيا؛ يرتفع النهر في أرض رطبة سوداء في شمال غرب زامبيا ويتدفّق عبر أنغولا، على طول حدود ناميبيا وبوتسوانا وزامبيا مرة أخرى وزيمبابوي إلى موزمبيق، ليصب في المحيط الهندي. أكثر شلالات زامبيزي روعة هي شلّالات فيكتوريا الجذّابة.
يأوي النهر أعدادًا كبيرة من الحيوانات؛ تتوافر أفراس النهر في معظم مناطق النهر الهادئة، كما التماسيح. كما يحضن زامبيزي مئات الأسماك، بما في ذلك الأنواع الكبيرة منها، وقد عثر على سمك يسمّى بـ”القرش الثور”، وهو نوع يهاجم البشر.
النشاطات السياحيّة
| الرحلات عند غروب الشمس على طول الحدود النهرية باتجاه متنزّه “موزي أويا تونيا” Mosi-Oa- Tunya الوطني، وحول جزيرة “سيلوكا” Siloka بشكل عام. هناك مجموعة من الرحلات البحرية للاختيار من بينها على طول كل من زامبيزي العلوي والسفلي، ومن زيمبابوي وزامبيا سواء على متون البواخر السياحيّة ذات الطبقات أو القوارب الصغيرة التي تستوعب حتّى عشرين فردًا.
| السفاري بالزوارق، ما يسمح للراكبين بالتواجد على بعد أمتار من قرون أفراس النهر والتماسيح التي تسبح في الشمس. بدأ بعض رحلات السفاري بالزوارق في متنزّه زامبيزي الوطني السفلي منذ أكثر من عقدين، أمّا زامبيزي العلوي فإنّه يوفر للراكبين مراقبة مجموعة الطيور والحياة البرية من وجهة نظر فريدة، بخاصّة خلال موسم الجفاف، عندما تجذب مياه زامبيزي الوافرة الفيلة، ما يمثّل فرصة لمشاهدة هذه الحيوانات الرائعة التي تشرب وتستحمّ على ضفة النهر. يمكن قضاء المساء في الخيام على طول النهر. يتم عادةً إجراء رحلات السفاري بالزوارق بإشراف زوجين من المرشدين، الذين يقدمان معلومات مثيرة للاهتمام حول الحيوانات والنباتات.