في بلاد الأندلس، لا تخطئ عيون السائحين إرث الماضي، أثناء الجولات في الشوارع المرصوفة بالحصى الملتوية، والشاهدة على أنماط الأرابيسك في العمارة الإسلامية، أو أثناء المرور بالميادين المزدانة بالنوافير.
وفي هذا الإطار، تجول على بعض المدن السياحية في الأندلس.
قرطبة
في القرن العاشر، كانت قرطبة عاصمة الخلافة المغربية، الأندلس، وهي مملكة حكمت جزءًا كبيرًا من شبه الجزيرة الأيبيرية. وفيما كانت باريس وروما في العصور المظلمة، شغلت قرطبة مرتبة أهم مدينة في أوروبا، ومركزًا للحضارة.
يعدّ المسجد الكبير من أهم العناوين السياحية في قرطبة، وهو مدرج على لائحة اليونسكو. هناك، يعكس الحرم الخلّاب العمارة الإسلامية ذات الصفوف المتكررة من الأقواس والأعمدة، والفسيفساء البيزنطية، والمحراب المذهَّب (محراب الصلاة). يُعرف هذا النصب باسم La Mezquita، وهو أحد أروع المباني الإسلامية التي تم تشييدها على الإطلاق. تكثر حول الموقع الأحياء السكنية التاريخية.
للحي اليهودي القديم، بدوره، أجواء خاصة، تنقلها شوارع المشاة الضيقة والساحات الهادئة والمنازل البيضاء ذات الفناءات المزخرفة والمزينة بأصص الزهور الملونة. خلال مايو (أيار)، تحتفي مدينة قرطبة بمهرجان Fiesta de los Patios، مع مسابقة لاختيار أجمل فناء.
إشبيلية
تمتاز إشبيلية بطبعها الرومانسي، وهي واحدة من الأماكن التي يمكن زيارتها للتعرّف إلى الثقافة التقليدية، بما في ذلك المهرجانات ورقص الفلامنكو. هناك، تحلو الجولة في الشوارع الجذابة المرصوفة بالحصى، والاسترخاء في الساحات المشمسة، كما التنزّه مع السكان المحليين. في الليل، يضاء المركز التاريخي بمصابيح الشوارع قديمة الطراز.
وفي فترة ما بعد الظهيرة أو في المساء، تعد ساحة إسبانيا في حديقة “ماريا لويزا بارك” مكانًا جذّابًا للذهاب في نزهة على القدمين أو الاستمتاع برحلة ممتعة بالقارب عبر قناة المتنزه.
روندا
تذهل روندا الزائرين بمناظرها الطبيعية البرية، لا سيما بناء Pueblo Blanco المذهل فوق واد شديد الانحدار (El Tajo)، ومن دون الإغفال عن Puente Nuevo (New Bridge) والمنازل المطليّة باللون الأبيض، والتي تتشبث بحافة المنحدر. تفخر روندا بثقافتها الأندلسية التقليدية، وفيها ثاني أقدم حلبة مصارعة للثيران في إسبانيا. هنا، لا تزال وظيفة “بلازا دي توروس” استضافة مباريات مصارعة الثيران، أمّا في “معرض بيدرو روميرو” في فيريا جوييسكا فتلفت أزياء من القرن الثامن عشر ، عصر فرانسيسكو دي لا جويا.
تتمتع روندا بجمال خاص، ولا تفوت فيها زيارة شوارع La Cuidad المرصوفة بالحصى، ومدينة Moorish القديمة التي تضم العديد من القصور، بخاصّة التاريخية منها. في الأيام المشمسة، تعدّ حدائق روندا المكان المثالي للتنزّه في المسارات التي تصطف على جانبيها الأشجار، والاسترخاء في الظل. وفي هذا الإطار، يوفر كل من Alameda del Tajo وAlameda de José Antonio إطلالات بانورامية. أمّا Museo del Bandolero (متحف اللصوص) فيعرض وجهًا آخرًا من تراث روندا.