يضمن هرمون الشبع “اللبتين” الشعور بعدم الجوع، وبالتالي عدم الحاجة إلى الأكل. لكن هل من المفيد حقاً تناول مستحضرات الهرمونات؟ يوضح هذا المقال، تأثيرات المكملات الصناعية مقارنة بالبروتين الطبيعي، ومدى فعاليته في خفض الوزن.
هل بالإمكان إنقاص الوزن بتحفيز هرمون الشبع “اللبتين”؟
عُرف هرمون “اللبتين” لسنوات طويلة، بتأثيره على عملية الأيض ودوره في مكافحة السمنة وزيادة الوزن. و”اللبتين” هو هرمون بروتيني، يتم إنتاجه بشكل أساسي بواسطة الخلايا الدهنية في الجسم (الخلايا الشحمية). ويتكون من أكثر من 100 من الأحماض الأمينية المختلفة ويعمل كمادة “رسول” في الجسم.
يتميز هورمون “اللبتين” بأنه يرسل إشارات كيميائية، لها دور مهم في الحد من الرغبة في الطعام واستهلاك الطاقة المخزنة في الجسم على شكل دهون. وتتم هذه الآلية بشكل مثالي لدى النحفاء، لكنها تخفق في القيام بنفس التأثير بالنسبة لمن يعانون من السمنة أو الوزن الزائد. وينتج “اللبتين” في العضلات وبطانة المعدة ونخاع العظام وخلايا جلد الصدر والدماغ.
يصل الهرمون البروتيني إلى الدماغ، عبر مجرى الدم ويشير إلى عدم الحاجة إلى المزيد من الطعام. عندما تمتلئ الخلايا الدهنية، يتم تحرير “اللبتين”. لهذا السبب، كانت هذه المادة موضوع البحث العلمي منذ العام 1994، بحسب ما نشر موقع “غيزوند فيت” المختص بالمواضيع الصحية والغذاء.
واعتبر تناول مكملات صناعية تحوي “اللبتين” لفترة من الوقت علاجاً للسمنة. لكن من الواضح الآن أن هذا الافتراض خاطئ. إذ لم يتم توضيح مدى تأثير الهرمون على زيادة الوزن أو فقدانه، وكيفية تنظيم تناول الطعام بشكل قاطع. لكن بعد فترة أثبتت الأبحاث عدم فاعلية “اللبتين” مع الأشخاص الذين يعانون من البدانة. فيما خلصت دراسة حديثة إلى أن الرياضة من شأنها تحفيز “اللبتين” على القيام بهذا الدور، ومكافحة الدهون بشكل فعال حتى مع من يعانون من السمنة.
أجرى باحثون في جامعة فلوريدا دراسة على الفئران، إذ قاموا بتقسيم الفئران إلى مجموعتين: واحدة لأصحاب الوزن المعتدل والأخرى لأصحاب الوزن الزائد. وجرى تقسيم كل مجموعة إلى 3 مجموعات فرعية، أولهما خضعت لبرنامج حركة والثانية حصلت على مادة اللبتين والثالثة جمعت بين الأمرين. وتم توحيد الطعام للمجموعات كلها وكان يحتوي على سعرات حرارية عالية، وفقا لتفاصيل الدراسة التي نشرتها مجلة “فوكوس” الألمانية.
كانت النتيجة، أن الفئران النحيفة احتفظت بنفس الوزن رغم الطعام الغني بالسعرات الحرارية. أما مجموعة الفئران البدينة التي لم تتحرك بالقدر الكافي، فلم ينجح اللبتين في الحيلولة دون زيادة وزنها. وظهرت النتيجة بوضوح بالنسبة للمجموعة التي حصلت على اللبتين وتحركت بقدر كبير، إذ تناسبت الحركة عكسيا مع زيادة الوزن.
أرجع الباحثون هذه النتائج، إلى احتمالية أن تكون الحركة المنتظمة من العوامل التي تحفز تغيرات الأيض في الجسم، وتسمح للإشارات التي ترسلها مادة “اللبتين” بالعمل وتحفيز حرق الدهون. أما بالنسبة للذين يعانون من البدانة وتتوقف لديهم هذه الإشارات، فإن “اللبتين” من الممكن أن يكون سببا في المزيد من الزيادة في الوزن، ما لم يتم دمجه مع الحركة المستمرة.
ارتفاع مستوى “اللبتين” بشكل صناعي، من الممكن أن يمنع الجسم من افراز “اللبتين” الطبيعي، بحسب موقع “غيزوند فيت”، لذلك لا ينصح الخبراء بتناول كميات كبيرة منه، بشكل أقراص أو ضمن مستحضرات أخرى، ويفضل استشارة طبيب من أجل تحديد الكمية المناسبة التي يحتاجها الجسم، والامتناع عن تناول هذه المادة بشكل منفرد. وممارسة الرياضة هي الأساس إذا في إنقاص الوزن، ويرافقها تقليل تدريجي لكميات الطعام من أجل التمتع بصحة أفضل، والتخلص من الأوزان الزائدة.