ينتشرون في أنحاء قطاع غزة، ممثلين أملاً بالمستقبل كأنهم يريدون أن يوصلوا رسالة بأننا لن نترك هذا المدينة، حتى لو أصبحت كلها دمار، ليثبتوا من خلال مشاركتهم كفرق تطوعية ومجموعات شبابية ومؤسسات مختلفة، في حملة “حنعمرها” التي تنظمها بلدية غزة، على أنهم سيضئون مصابيح المدينة حتى وإن أصبحت بطعم البارود بأيدي أبنائها.
” 11 يوماً تركوا دمار و ألم” هكذا بدأت الشابة بسمة القيق وصفها للمشهد الذي رأتها أمام برج الشروق المدمر في حي الرمال، لتقول: “أننا اليوم متواجدين للتأكيد على حقنا في هذه الأرض وأننا سنعيد بناء المدينة بسواعدنا، ولن نترك أي دمار أو ركام فيها”.
وتضيف “أننا يد بيد قادرين على إيصال رسالتنا اليوم بكل قوة من خلال تواجدنا فوق الركام الذي خلفه الاحتلال بواسطة وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي الذي أثبت جدارتها خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، و تأكيدنا على رفضنا لممارسات الاحتلال الإسرائيلي سواء في الضفة المحتلة أو في القطاع”.
وانطلقت الحملة، التي شارك فيها أكثر من ألف متطوع من جمعيات ومؤسسات وأحزاب سياسية وعائلات المدينة، وفرق تطوعية مختلفة، بالإضافة إلى موظفي البلدية؛ من أمام برج الشروق المدمر، ليتوزعون إلى مجموعات لإزالة الدمار من أمام برج الجوهرة و شارع الوحدة.
وفي السياق ذاته أوضح المنسق الإعلامي للحملة ورئيس قسم الإعلام في بلدية غزة، أننا اليوم متواجدين دعم أبناء شعبنا لإزالة الركام، و التأكيد على رفضنا على الممارسات الإسرائيلية، من خلال الاستفادة من الطاقات والجهود الشبابية في إعادة الشكل الجمالي للقطاع.
وأكد أننا على مدار أسبوع كاملاً سنكون متواجدين لإزالة الدمار، بمساندة المتطوعين و بمشاركة طواقم البلدية في تنظيف الشوارع والطرق وإزالة كامل آثار العدوان، والركام المتبقي، لتسهيل الحركة في الطرق للمركبات والأفراد.
وغرد المشاركون على مواقع التواصل الاجتماعي على هاشتاغ حنعمرها بصورة كبيرة ليكتب الفنان الفلسطيني محمد عساف على صفحتها الشخصية على تويتر: ” لو هّدّوكي رح نبنيكي .. بصمود وعزم رجالِك لو دم وروح بنفديكي .. يا قدس بترخص كرمالِك غَزّتنا قالت كلمتها..تموت وما تنقص عِزّتها رايات النصر رأيتها..ثورتنا شُعلة مضوية”.
أما الشابة ياسمين فغردت :” بجهود الشباب بنعمر أهلها كمان لأنه نحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلاً لسه مخلصناش، لسه فيه شغل بده يتكمل وشوارع بدها تتنضف بس هي البداية كانت”.
وغردت الناشطة المجتمعية منى الزميلي: ” بتهون يا غزة بتهون إلا ما ترجع أيامك الحلوة”.
وأكد المشاركون من كلا الجنسين، أن المسؤولية الكبرى تقع عليهم في معالجة آثار ما بعد العدوان الإسرائيلي الأخيرة على القطاع، من خلال تنفيذ المبادرات المجتمعية أو حشد الطاقات للمساهمة في عملية إعادة الإعمار بما يعيد الشكل الجمالي للمدينة.