توصلت دراسة دولية، ارتكزت على التحليل الجيني، إلى أن جائحة كورونا ضربت منطقة شرق آسيا منذ حوالي 25 ألف عام أي ما يقرب من 900 جيل.
فبحسب الدراسة، التي شاركت فيها جامعات من الولايات المتحدة وأستراليا، فقد تم اكتشاف آثارا جينية للفيروس بعد مقارنة الخريطة الجينية لآلاف القاطنين في هذه المنطقة.
هذه الدراسة استعانت بمشروع ضخم أطلق عام 2008 تحت اسم “1000 جينوم”، والذي قام بتحليل الخارطة الجينية لـ2504 شخصا من 26 مجموعة عرقية مختلفة في القارات الخمس.
وفي هذا الإطار، يوضح البروفيسور كيريل ألكسندروف، الذي شارك في الدراسة أن “الجينوم البشري الحديث يحتوي على معلومات تطورية تعود إلى عشرات الآلاف من السنين، تعطينا نظرة ثاقبة على الظروف التي مر بها أثناء تطوره”.
إلى ذلك، يشرح الأستاذ بجامعة أريزونا ديفيد إينارد هذا الأمر قائلا: “خلال ظهور فيروس جديد، يتمتع بعض الأفراد بفرص أفضل للنجاة بفضل طفرات جينية يكون لديها تأثيرات وقائية ضد الفيروس”. ويضيف: “هنا يأتي دور الانتقاء الطبيعي، وتبدأ هذه الطفرات الجينية بالتكاثر بين السكان نظرا لقدراتها على الوقاية من الفيروس والنجاة من الموت”.ويعتقد الباحثون أن الطفرات الجينية أنتجت بروتينات تهاجم الفيروسات عندما تدخل جسم الانسان.
ويتابع إينارد: في البداية، لم يكن لدينا دليل مسبق على المجموعات العرقية التي تمتعت بهذه الطفرات. لذلك قمنا بدراسة المجموعات العرقية في كل قارة، وتبين لدينا أن سكان شرق آسيا هم من حملوا الطفرات الواقية من فيروس كورونا.
وباستخدام تقنيات حديثة، استطاع الباحثون تحديد الفترة الزمنية التي حصل بها هذا التطور الجيني، أي قبل 900 جيل أو ما يقدر بـ25 ألف عام، بين شعوب المنطقة التي تمثل اليوم الصين واليابان ومنغوليا وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وتايوان.
هذا “التكيف” الجيني يمكن له أن يفسر، ولو بشكل جزئي، انخفاض معدل الوفيات، مقارنة بعدد حالات فيروس كورونا، في بعض البلدان الآسيوية.