الدولة ومؤسساتها الرسمية تتحمل المسؤولية الكاملة على العنف والجريمة في الطيبة والمجتمع العربي
مِن منطلق المسؤولية والانتماء الحقيقيّ كادارة بلدية لبلد كان وسيبقى آمنا مطمئنا بإذن الله بفضل تعاون وتكاتف جميع أبنائه الذين يجنحون للسلم ويعيشون باحترام متبادل ويراعون حرمة النفس والبيت والبلد، ويرفضون أي انزلاق في منحدر العنف والجريمة والمس بالأمن الخاص والعام داخل المدينة وخارجها، خاصة والجريمة بدأت ترفع رأسها في المدينة مؤخرا رويدا رويدا وتشق حالة الاستقرار والهدوء والطمأنينة التي ينعم فيها البلد، وباتت تُشكل خطرا، ليس على الفرد بل على الجميع، وتهدد روح الأخوة والمحبة السائدة والاحترام والسكينة بين أبناء البلد الواحد، وتشكل خطرا على حاضر البلد ومستقبله ونسيجه وتزعزع أمنه وتقض مضاجع أهله وتمس بالقيم السامية وتعاليم ديننا الحنيف التي ترعرعنا عليها ونتحلى بها في هذا البلد الطيّب بأهله وناسه، كنا وسنبقى، وقد عاشت الطيبة هدوءً منقطع النظير أشادت به جميع المدن والقرى مِن حولنا.
وعليه، ادارة بلدية الطيبة ترى التصاعد التدريجي بالعنف والجريمة بعين الخطورة، وتؤكد على ضرورة لجم آفة العنف والجريمة واللجوء للغة الحوار والاحتكام للعقل والمنطق والدين والقانون، ومن منطلق المسؤولية أيضا كان قد باشر رئيس بلدية الطيبة المحامي شعاع منصور مصاروة منذ بداية رفع الجريمة رأسها في المدينة باجراء اتصالات مع جميع الجهات الرسمية، وقد تواصل أيضا بعد حادثة أمس المؤسفة وما سبقها التي هي، وغيرها، تُعيد للأذهان فترات مؤسفة قاتمة من عمر هذا البلد الأصيل، كنا قد تجاوزناها بفضل العقلاء وبالمحبة والاحترام والاحتكام لمرضاة الله، باشر باتصالاته مع جميع الأطراف والجهات الرسمية، مع قيادة الشرطة ومع جهات حكومية كبيرة، رغم عيد “العرش” لدى الشعب اليهودي، وقد عبّر عن غضبه على ما يحدث مِن تصعيد متنامي بالعنف والجريمة في مدينة الطيبة في الأشهر الأخيرة، حاثا اياهم على القيام بدورهم وتحمل مسؤولياتهم والقيام بواجبهم دون هوادة للجم هذه الآفة المقيتة التي باتت تُهدد الجميع في مجتمعنا العربي، إذ لم يعد أحد آمنا في بيته أو بلده أو أي مكان كان، فالجريمة تضرب أطنابها دون رادع ولا رقيب أو حسيب في مجتمعنا، وما زالت تنهش بجسده المتهالك!
اليوم ستُعقد جلسة عمل مهنية طارئة بالشأن أيضا مع رئيس لجنة العنف والجريمة، رئيس العربية الموحدة، النائب منصور عباس لبحث سبل مواجهة ومحاربة العنف والجريمة المستشرية في مجتمعنا العربي، الذي آن الأوان أن يشهد صحوة تضم جميع فئات المجتمع، وقد بتنا نعد القتيل تلو الآخر ومجتمعنا يأكل نفسه ويتآكل ونتجرع الحسرة فقط، إذ نُسفت ولم يعد هناك أي حدود حمراء أصلا لنقول قد تم تجاوزها.
معا بتضافر الجهود وتكاتف الهمم في مجتمعنا يمكن لجم هذه الآفة والقضاء عليها، فقد طال الحديث والقول وكثر الجدل وقل العمل. هذا أوان العمل وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. هي مسؤولية جماعية علينا التكاتف جميعا والعمل لوضع الحلول المناسبة لها والقضاء عليها.
اللهم احقن دماء شبابنا واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا واجعله سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.