بيروت.. هدوء نسبي وانتشار الجيش ودعوات دولية للتهدئة
ساد هدوء نسبي في منطقة الطيونة وسط العاصمة اللبنانية بيروت بعد ساعات من التوترات وإطلاق النار، فيما واصل الجيش اللبناني انتشاره في المنطقة واعتقل عددا من الأشخاص بعد الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص، وسط دعوات من عواصم عربية ودولية إلى التهدئة.
وكانت منطقة الطيونة شهدت، أمس الخميس، اشتباكات أدت إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة عشرات آخرين، أثناء تظاهرة لمناصري حزب الله وحركة أمل، ضد المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت، القاضي طارق بيطار.
وإثر الاشتباكات، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إنه لن يسمح لأي طرف باختطاف البلاد كرهينة، مشددا على أن الأحداث التي شهدتها العاصمة ستخضع للتحقيق من أجل محاسبة المسؤولين عنها.
من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن اتصالات أجراها مع الجيش تفيد بتحسن الوضع الأمني في الشارع، ووصف الاشتباكات بأنها غير مشجعة، وقدم اعتذاره للشعب اللبناني.
وقال ميقاتي إن أعمال العنف التي وقعت في بيروت انتكاسة للحكومة إلا أنه تعهد بإجراء الانتخابات في موعدها، وأكد أن الجيش اللبناني أثبت حضوره وتمكن من ضبط الأمن ووقف تدهور الوضع.
وأضاف ميقاتي أن الحكومة لا تستطيع التدخل في عمل القضاء، داعيا الجسم القضائي، إلى تنقية نفسه على حد قوله.
وتعهد ميقاتي بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها رغم الاشتباكات.
أما رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري فقال إن ما حصل في بيروت أمر مرفوض بكل المقاييس، ودعا الجيش والقوى الأمنية إلى اتخاذ أقصى الإجراءات والتدابير لمنع كل أشكال إطلاق النار، وتوقيف المسلحين وحماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على السلم الأهلي.
وناشد الحريري الجميع اعتماد الحوار وسيلة لحل المشاكل وعدم الانجرار الى الفتنة التي قد تجر البلاد الى ما لا يحمد عقباه.
القوات اللبنانية تنفي تورطها
في الأثناء، نفى حزب القوات اللبنانية تورطه في إطلاق النار الكثيف الذي وقع في بيروت الخميس، ودعا رئيسه سمير جعجع إلى إجراء تحقيقات كاملة ودقيقة لتحديد المسؤوليات في الأحداث التي شهدتها بيروت.
وأشار جعجع إلى أن هذه الأحداث وخصوصا ما وقع في منطقة الطيونة حصلت بسبب التظاهرات التي دعا إليها حزب الله وفوضى السلاح المنفلت.
وجاء نفي حزب القوات اللبنانية بعد أن حمل كل من حزب الله وحركة أمل مسؤولية الاشتباكات للحزب، وقالا في بيان إن مجموعات من حزب القوات مارست عمليات القنص المباشر والقتل المتعمد.
ردود الفعل
في ردود الفعل الدولية، عبرت فرنسا عن قلق بالغ إزاء أعمال العنف في لبنان، ودعت إلى التهدئة، وشددت على وجوب أن يكون القضاء اللبناني قادرا على التحقيق في انفجار مرفأ بيروت بطريقة مستقلة ومحايدة.
ودعت متحدثة باسم الخارجية الفرنسية السلطات اللبنانية إلى دعم هذا التحقيق بالكامل.
من جهته، عبر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن قلقه من تطورات الأوضاع في لبنان، ودعا كل المعنيين في لبنان لوقف العنف والكف عن الأعمال الاستفزازية والخطابات التحريضية.
وفي واشنطن، دعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إلى خفض التصعيد في بيروت ووقف أعمال العنف، وحث الشعب اللبناني على الوثوق بدور القانون في تحقيق الديمقراطية.
غير أن الخارجية الأميركية أكدت أن سلوك حزب الله يزعزع استقرار لبنان.
هذا وقال مسؤول حكومي أميركي لسكاي نيوز عربية إن على الحكومة اللبنانية والجيش التعامل بحزم مع المظاهر المسلحة التي شهدتها العاصمة من أنصار حزب الله.
وأكد المسؤول أن أحد أبرز أهداف الولايات المتحدة في دعم القوى الأمنية اللبنانية هو تحقيق الاستقرار والمحافظة على المؤسسات الحكومية وتوفير الأمن للمواطنين.
السعودية
عربيا، قالت وزارة الخارجية السعودية إنها تتابع باهتمام الأحداث الجارية في لبنان، معبرة عن أملها في استقرار الأوضاع فيه بأسرع وقت.