كشف تقرير إسرائيلي، نشر مساء الأحد، عن ضغوط بدأت تمارسها الولايات المتحدة على السودان للتوقيع رسميا على اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأشار التقرير الذي أوردته هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) إلى أن الخلافات بين المكونين العسكري والمدني في مجلس السيادة السوداني حول مسألة التطبيع، هي ما تعطل التوقيع على اتفاق رسمي بين الجانبين.
وذكر التقرير أن “ضعوطات واشنطن تأتي بعد عام استثمرت خلاله الولايات المتحدة أموالا في السودان، دون أن يحدث أي تقدم حقيقي” في ملف تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ولفت إلى زيارة أجراها “وفد أمني – عسكري سوداني رفيع المستوى” إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، بحث خلالها مسألة تطبيع العلاقات رسميا مع إسرائيل، “لكن دون أي تقدم على الأرض”.
وذكر تقرير “كان 11” أن إسرائيل تسعى إلى دفع دول أخرى لتطبيع العلاقات معها.
وأشار إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، الذي يزور الولايات المتحدة خلال الأسبوع الجاري، سيناقش مع المسؤولين في البيت الأبيض إمكانية تطبيع العلاقات بين اسرائيل ودول أخرى.
وخلال زيارته إلى واشنطن، سيجتمع لبيد مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد.
ويوم الجمعة الماضي، كشفت صحيفة “السوداني” أن وفدا عسكريا سودانيا رفيعا أجرى مباحثات سريّة في إسرائيل مؤخرًا.
ووفقًا للصحيفة، ضمّ الوفد قائد قوات الدعم السريع، الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو، (حميدتي)، ومدير منظومة الصناعات الدفاعية، ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ.
ورغم أن السودان انضمّ إلى اتفاقيات “أبراهام” للتطبيع مع إسرائيل، التي دفع إليها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلا أن السودان لم تشارك في احتفال مرور عام على الاتفاقيات، الشهر الماضي.
وسبق أن ذكرت وسائل إعلام سودانية أن السودان سيوقّع على اتفاق رسمي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال تشرين الأول/أكتوبر الجاري في العاصمة الأميركية، واشنطن.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، عبّرت الحكومة السودانية عن غضبها من الاتصالات التي تجري بين الموساد وبين حميدتي حصرًا، لا مع الجهات الرسمية.
وبحسب موقع “واللا”، يرى رئيس المجلس السيادي في السودان، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحكومة السودانية الانتقالية، عبد الله حمدوك، في اتصالات الموساد مع حميدتي تآمرا على السلطات الشرعية في السودان.
ووفق ما ذكر موقع “واللا” في في حزيران/ يونيو الماضي، “ومنذ بداية عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، حاول حميدتي إقامة قنوات اتصال مستقلة مع إسرائيل، من أجل دفع أجندته المستقلة في السودان. وقام بذلك من خلال الالتفاف على البرهان وحمدوك”.
ووفقا لـ”واللا”، فإن مصادر مطلعة أشارت إلى أن الجناحين العسكري والسياسي في الحكومة السودانية لم يعلما بزيارة ضباط الموساد للسودان، في حزيران/يونيو الماضي، ولقائهم مع حميدتي والعناصر الموالية له، واكتشفوا ذلك لاحقا.
وتوجه مسؤولون في الحكومة السودانية إلى القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم، قبل عدة أشهر، وعبّروا عن استيائهم من الاتصالات مع حميدتي، وطلبوا أن تنقل إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، رسالة حول الموضوع إلى إسرائيل.
ونقل “واللا” عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه في أعقاب الشكوى السودانية، طلبت إدارة بايدن من إسرائيل البدء باتصالات مع الجناح المدني للحكومة السودانية كجزء من عملية التطبيع بين الدولتين.