هذه طيبتي: تعرف على آخر الخياطين في بلدنا
في الماضي غير البعيد، كان التقليد يحتم على كل طيباوي ان يكون مرتبطا باستمرار مع اصحاب المهن الحرة فيتعامل مع كل منهم ولا يستبدل أي منهم إلا لسبب قاهر.
فنجد عامل البناء يشيد بيت الاب ثم بيت الابن ثم بيت الاخ ثم كل بيت للعائلة فهو الشخص المفضل للبناء لدى هذه العائلة، به يثقون ومعه يتعاملون مهما حصل. ذات الامر ينسحب على الحلاق، فلا نجد الشخص يتردد على صالونات مختلفة للحلاقة، وانما صالون واحد عرفه ولا يستبدله طوال العمر، وأذا وجد الطيباوي اصدقاءه يترددون على مقهى بعينه فيصبح هذا المقهى مزاره الى آخرايام عمره. هي عادة وتقليد ووفاء للشخص الذي تتعامل معه، والذي اصبح يعرفك بالتفصيل وتشعر انه قريب منك اكثر من غيره، تماما كما هو طبيب العائلة اليوم، كان في الماضي الخياط بالنسبة لزبونه، لا يستبدل اطلاقا.
وكما ان الحلاق لا يسأل زبونه كل مرة أي تسريحة يريد، كذلك الخياط، فهو يدون مقاسات ملابس زبائنه ويعرف اذواقهم، وكان على الزيون ان يختار فقط القماش واللون كي يشرع الخياط بحياكة البنطال الجديد.
حتى الشباب كان لهم خياطهم المفضل. وكان من الخياطين في الطيبة من يعرف على انه يصمم ملابس الشباب وكان منهم من يعرف عنه انه خياط لابناء الاربعين وما فوق. وكان للجميع زبونه الذين يتعامل معهم ويرضيهم بمهارته وما تصنع يداه.
كان في الطيبة سابقا العديد من الخياطين، ومنهم من اشتهر حتى خارج حدود القرية الصغيرة الوادعة آنذاك، ليشيع صيته في البلدات المجاورة، ومنهم من كان اسمه يتردد وسط متابعي الموضة من الشباب الذين لا يعرفون الملابس الجاهزة، وانما كانوا يرون بالبنطال المفصل خصيصا لهم علامة تدل على الذوق المميز ويخجلون من ارتداء ما تنتجه المصانع للجميع، لأن كل منهم يريد ان يكون مميزا حتى في ملبسه الذي لا يتكرر في البلد.
ولو عدنا الى الوراء في حياة الطيباوي لوجدنا ان الخياط كان له مكانة الحرفي الذي لا غنى عنه، وكان من الصعب ان تجد رجلا في الاربعين من العمر او اكبر يشتري ملابس جاهزة، فكان من علامات الذوق الرفيع والشخصية المميزة لكل رجل ان يكون له خياطه المفضل،وان لا يشتري الملابس الجاهزة لأن في هذا اهانة لا يرضى بها.
كان في الطيبة عدد كبير من الخياطين وكانوا بالكاد يسدون حاجات السكان في هذا المجال. ومن الاسماء التي عرفتها الطيبة من خياطين ماهرين من الماضي: عبد الغني الشيخ سليمان، محمود عبد الغني (ابو حاتم)، عبد الرحمن عبد الغني (ابوتميم “التركي”)، عبد الباقي ادرافيل (ابو عصام)، عثمان الفارس (ابو فارس). وكان من تخصص من الخياطين بموضة الشباب مثل الخياط الذي كان مشهورا وسط الشباب، عبد الوهاب حاج يحيى، وكان هناك ايضاً يوسف (اللبقة) شيخ علي (ابو العبد) الذي عرفه الناس بتسمية”الغاندي” والذي تخصص بتفصيل الملابس العربية التقليدية مثل القمياز (الدماية) واللباس.
وكان ولا يزال للسيدات خياطات تعنى بلباسهن لغاية الآن، رغم تلاشي هذه المهنة وسط النساء ايضاً.
آخر هؤلاء الخياطين الذي لا يزال يمارس هذه المهنة في الطيبة هو عبد المنان حاج يحيى، الذي كانت الخياطة بالنسبة له هواية حولها منذ عام 1953 الى مهنة يعتاش منها، حتى بلغ سن التقاعد فعادت المهنة الى سابق حالها، هواية يتسلى بها.
كل الاحترام , ملاحظه كمان الخياط عبد الحليم شيخ علي أبو خالد {ابن يوسف الغاندي } رحمه الله كان كذلك خياط ماهر
شو نعلق على مواضيعكم فعلا انتم ذواقون فنانون مبدعون في اختيار المواضيع وللاخت صاحبة التقرير كل الاحترام .