أُخرست المدافع وتوقفت صفارات الانذار عن “الصياح” و”الزعوقة” وتعطيل, بل شل الحركة الاعتيادية… وذهبت السكرة وجاءت الفكرة وخب لهيب نشوة الانتصار… ومضت معركة أخرى كأن لم تكن! وهنا السؤال الذي يطرح اما بعد: هل من منتصر في معركة لا غالب فيها!؟ هل تمكنت الحكومة الإسرائيلية، بعكس ما تدعي، من المحافظة على ما يُعرف “بقوة الردع العسكري” أو “كي الوعي”؟! وهل حقا أثبتت الجبهة الداخلية صمودها امام حرب إستنزاف لم تدم طويلا؟، الم تمنح يا هذا جهات أخرى وعلى جبهات مختلفة ما يُعرف في العلوم الاستراتيجية “بالاسترخاء العسكري” ومنح الوقت… بالمقابل هل حقا حققت الفصائل الفلسطينية ذلك “النصر السياسي” الذي طالما سعت قيادتها الى ترويجه إلينا؟ هل حقا حققت ما هو جديد يُذكر, مغاير لما تم التوقيع عليه تحت مسمى اتفاق عام 2012؟!
إنتهت معركة اخرى لا غالب فيها! ومن دفع “فتورتها” وثمنها غاليا هو المواطن البسيط وبالتحديد ذلك الذي لن يجد ابا أو اما لهما همه يشكيه أو اخا وصديقا يبادلهما الضحكات وفي الازقة ركل الكرات ولعب “الطمه”. ذلك الذي لن يجد سقفا يأويه من برد شتاء على الأبواب دون كهرباء وأحيانا كثيرة دون ماء أو أو أو…!! عن أي نصر عسكري تتحدثون؟ وبرفع الضرائب تفكرون وتلوحون وللميزانية العامة تخسفون! عن أي نصر تتحدثون وهناك من لا يزال تحت الانقاض ينتظر من يكرمه بدفن! او يحدد له معلم قبر, ومن يُعينه “بطرف” (ارجل وأيادي اصطناعية). ابربكم احقا بعقولنا تستخفون؟! معركة أفضت الى حيثبدأت…