صباح الخير يا فينيقيين !، بقلم: ناضل حسنين
وزير الداخلية جدعون ساعر اقتطع جزءاً من الأقلية العربية في البلاد واعتبرها اقلية جديدة على مرأى ومسمع من الجميع، أعضاء كنيست، أحزاب قوائم عربية، لجنة متابعة ولجنة رؤساء، وجمعيات ومؤسسات صمتت على التحركات الرسمية في هذا الشأن وغضت الطرف عن نشاط دعاة الانفصال، وواصلت الجعير واثارة الغبار برفسها حتى حجبت الرؤية عن الجميع وعن نفسها فأصيب الجميع بالعمى والخرس.
اصبحنا واصبح الملك لله، ولكن الذئب التهم البعض منا خلال ساعات الليل. وزير الداخلية فك رموز اللغز الذي يحاول الجميع فك شيفرته منذ مئات السنين والذي يحاول المارونيون أنفسهم التوصل الى جزم نهائي فيه. يدور الحديث عن أصل الموارنة وهل هم عرب ام انهم ينحدرون من شعب قديم يدعى “المردة”.
المهم ان وزارة الداخلية الإسرائيلية، العاجزة عن معرفة من هو اليهودي، نبشت قبور التاريخ وغاصت الى اكثر من الف عام لتعود باستنتاج ان المارونيين ليسوا عربا وانما تحدثوا العربية كلغة محلية لا مفر من استخدامها، وانهم سريانيون يتعبدون باللغة السريانية – الارامية وهي لغة اللوترجية (للتعبد) المعتمدة لديهم وليست العربية، ومن هنا فهم ليسوا عربا ويجب فصلهم عن العرب والتعامل معهم على أساس قومي مغاير عن العرب، وبيت القصيد هو ان عليهم في نهاية الامر تأدية الخدمة العسكرية. من يتحذلق بغير ذلك فإنما يريد تمويه الحقيقة.
الآن لاحت إمكانية شرذمة الأقلية العربية الى عناصر قد تصل بهم الى نسب كل حمولة الى انتماء قومي او عرقي مختلف بعيدا عن العروبة. فلماذا لا ينهض أحدهم ويدعي انه يريد التجرد من عروبته والعودة الى أصوله الفينيقية مثلا …؟ فهو اصلا مستاء من الامة العربية ودائم التذمر من غياب التضامن العربي مع قضيته؟
لست مؤرخا ولا اخوض هذا الجدل التاريخي، ولكني بدأت أخشى ان ربع الشعب اللبناني نهض صباح اليوم وإذا به تجرد من عروبته، فالمسيحيون الموارنة (المارونيون) يشكلون 26% من الشعب اللبناني ومن المتبع ان يكون رئيس الجمهورية من هذه الطائفة، فها هم أصبحوا قوما غير عربي، حسب معايير إسرائيل، ولا انصح احدا بالاستهتار بمعايير إسرائيل اطلاقا.
لنواصل النوم … تصبحون على خير