ماذا يحدث في الطيرة: البلدية وجهات اجتماعية سياسية محلية تحارب العنف والجرائم

تعمل بلدية الطيرة وجهات اجتماعية وسياسية محلية اخرى في هذه الايام اقامة نشاطات وفعاليات خاصة لمحاربة افة العنف والجرائم المستشرية، التي باتت تقلق مضاجع السكان نتيجة انتشارها الذي اصبح يشكل خطرا على السكان، ويؤدي الى انعدام الامن والامان داخل المدينة.

جدير بالذكر ان مدينة الطيرة سبق وان ناضلت من خلال المظاهرات والعمل على رفع الوعي للقضاء على العنف والجريمة، الا ان كافة النشاطات في الطيرة وكافة القرى والمدن العربية الاخرى لم يكن لها انعكاسات ايجابية على ارض الواقع ولم تأتي بنتائج عينية.

في اعقاب هذه الظاهرة، شارك العشرات من النساء والرجال وطلبة المدارس في اليوم الدراسي الذي اقيم اليوم السبت في قاعة “تبواح بايس” لمناهضة العنف في الطيرة، والذي تخلل  العديد من الفقرات التي تناولت قضايا العنف على كافة اشكاله ودور الجهات المختلفة في القضاء على الظاهرة.

نظم اليوم الدراسي كل من بلدية الطيرة، مشروع “مدينة بلا عنف” بإدارة نور منصور، جمعية انتماء وعطاء، مجموعة ناشطين من الطيرة، طلاب متطوعين، مجموعة “انتيكا”، الذين عملوا ليلا ونهارا في سبيل انجاح المشروع واخراجه الى حيز التنفيذ، الذي اثنى عليه كافة المشاركين لما يحمله رسائل ثقافية وتربوية، مع الاشارة الى ان المحامي نضال عثمان من مؤسسة استراتيجيات للتغيير المجتمعي كان له دورا هاما في التحضيرات لهذا المشروع.

افتتح اليوم الدراسي بعرض مسرحي قدمها مسرح “انتيكا”، حيث جسد مجموعة من الشباب والشابات العنف على ارض الواقع ومثلوا كي هي معاناة الزوجات والشقيقات اللواتي يتعرضن للاعتداء داخل العائلة، كذلك القتل في الشوارع والادوات التي تستخدم لتنفيذ اعمال العنف. كما قدم الكاتب عبد الحكيم سمارة عرض مسرحي اخر حول العنف، والذي نال اعجاب الحضور.

اما الفقرة التي تلتها افتتحتها الصيدلانية ديانا قاسم- نصار، حيث قالت:” كون المرأة لها تمثيل قوي فهي تمثل الجارة والزوجة ولها تأثير كبير على مجتمعنا. ولو تصدت للمشاكل لحلت الكثير من الازمات، ولو ان كل امرأة عارضت ان يكون داخل بيتها سلاح ومخدرات لكان وضعنا افضل ولو ان كل اب  عامل اولاده وزوجته بصورة حسنة لانتقلت هذه التربية للبيئة. المشكلة في الطيرة انهم يعلمون من يطلق الرصاص لكن لا يتحدثون، لماذا لانهم يخافون ان تتوسع الامور، والشاب الذي يرغب في الارتباط بشابة معينة ولا يحظى بموافقة اهلها، يتم اطلاق الرصاص على عائلة الشابة ، ناهيك عن المفرقعات التي تزعج السكان”.

ثم صعد الى المنصة رئيس بلدية الطيرة المحامي مامون عبد الحي قال:” يوجد مجموعات يعتبروا انفسهم قياديين في هذا المجتمع لكن وقت الحاجة لا نجدهم. كنت افكر ان شعار “يكشيلك” الذي اطلقناه لمحاربة العنف يمكن ان ينفع، لكن مع الاسف الشديد لم نرى تجاوب من اصحاب المسؤوليات. وقت العمل والجد تصبح الامور هامشية وعندما نريد بحث العنف والجريمة نرى غياب المسؤولين”.

وقال ايضا:” اين بقية مدراء المدارس، كان من المفروض ان يتواجدوا جميعا.  اين اعضاء البلدية الائتلاف قبل المعارضة اين الشؤون الاجتماعية، فقبل ان ننتقد الشرطة والبلدية ووزارة التربية والتعليم يجب ان ننتقد انفسنا”.

الدكتور يوسف بشارة قال:” علينا العمل معا على ازالة الشوائب التي تعيب البلدة. موضوع العنف يجب ان يجتمع فيه كل الناس وعلينا ان نتعامل معا يدا بيد لخدمة المصلحة العامة”.

القائم باعمال رئيس البلدية المحامي سامح عراقي قال:” نحن جئنا الى البلدية لنخلق حالة منن للتغيير نحو مجتمع افضل وقيمي، واليوم هو جزء من التنظيم الجماهيري، والتغيير المجتمعي المنشود لن يكون الا اذا تنظم المجتمع جماهيريا، ونحن مصممون بان نتوحد حتى نصل الى الاهداف المرجوة، ولن تستطيع اي جهة من حزب او معارضة او ائتلاف ان يحدث التغيير بدون وحدة حقيقية. نحن امام مازق واشكالية ولن تحل الا بالوحدة. في هذا اليوم سيكون بعد شعبي وسيكون لنا نقاش مهني مع استضافة اخصائيين لمعالجة الافة”.

الفقرة الاخرى  كانت تحت عنوان ” امكانيات وافاق وضع حلول لظاهرة العنف”، قدمها د. نهاد علي المحاضر في جامعة حيفا والكلية الاكاديمية في الجليل الغربي، حيث قال:” خلال عام نسبة العنف انخفضت في الوسط اليهودي 40%، وهذا يدل على انه يمكن مواجهة العنف.  بينما في المجتمع العربي هنالك احصائيات مقلقة بالنسبة للعنف، وهي اخذه بالازدياد، اذ ان 70% من جرائم القتل المجتمع العربي له يد فيها، ولو نظرنا لجرائم القتل في عام 2014 فنرى ان  59 شخصا قتلوا ، وهذا  يشير الى ان الافة تتفاقم”.
ومضى قائلا:” هنالك نظرية النوافذ المكسرة التي تبنيناها والتي نادى بها جورج كيلنج وجيمس ويلسون الى ان القضاء على المشكلات الصغيرة ومعالجة الاخطاء الدقيقة اولا يؤدي بطريقة حتمية الى القضاء على المشكلات الكبيرة وهذه النظرية عمليا هي بعكس لما يقوم به مجتمعنا اليوم”.

تقسيم المشاركين لمحاور
بعد ذلك تم تقسيم المشاركين لعدة محاور وهي، الشباب وقلة الاطر، الثقافة والفن والرياضة في مواجهة العنف، دور الاهل والهيئات التدريسية في مناهضة العنف، الجريمة والسلاح في المدينة ودور الاجهزة الامنية في محاربتها، الشباب والبطالة وفرص التشغيل كرافعة لمواجهة العنف، الكبار في مواجهة العنف بين المتوقع والواقع- مجموعات التدخل، دور الاعلام وصناعة الاجواء في مناهضة العنف، المخدرات واقترانها بالعنف.

في نهاية اليوم الدراسي تم تقديم توصيات لاخذها بعين الاعتبار مستقبلا من اجل محاربة العنف والبطالة، ورفع الوعي والارشاد في قضايا تهم المجتمع الطيراوي.