مجرد رأي: نحتاج الى ثورة دينية، بقلم: ناضل حسنين
لا بد من تحرير العقل تماما من وهم امتلاك الحقيقة المطلقة، يعني التحرر من طغيان الاصولية الدينية. ولا بد من كسر القيود المطبقة على التفكير وعلى طرح الاسئلة بحرية والعمل على احداث ثورة دينية في مجتمعاتنا، محورها استبعاد الفكر الديني القائم على الموروث التراثي المتراكم واعتماد فكر ديني يقوم على المصدر الاول للإسلام وهو القرآن الكريم.
يجب الغاء كافة التفاسير المتعددة للقرآن وكذلك التأويلات وحتى الممارسات التي تكدست نتيجة ذلك على مر القرون منذ وفاة الرسول الكريم ولغاية اليوم، حتى بات التعامل معها وكأنها جزء من عقيدة الاسلام وتم تدوينها في كتب التراث الديني بل وتدرس ضمن مناهج التعليم في معظم الدول العربية، علما بأنها في واقع الامر دخيلة على العقيدة منذ البداية.
نحن بحاجة لتفسير جديد شامل واساسي للقرآن الكريم يتلاءم مع روح العصر الحالي دون المساس بثوابت الايمان والعبادة، وانما صياغة طرح اقرب الى لب الاسلام وقدسيته مجرد من كل ما علق به من مفاهيم فقهاء اجتهدوا قبل قرون طويلة، وبات اجتهادهم في الامور الدنيوية الآن عاجزا على التطبيق دون ان يتصادم مع الواقع الحاضر المغاير لواقعهم الذي انبت هذه المفاهيم.
من هنا ارى ضرورة للتنازل عن المذاهب الاربعة والاستعاضة عنها بمذهب واحد عام يصيغه فقهاء معاصرون على ان يأخذوا من تلك المذاهب الاربعة ما يتناسب مع متطلبات العصر وبلورته بمفردات الآن. فرؤى كل من ابي حنيفة النعمان ومالك بن انس ومحمد بن ادريس الشافعي واحمد بن حنبل ما هي إلا مذاهب فقهية جاءت لاستنباط الاحكام الشرعية من الادلة الواردة في الكتاب والسنة وهي وليدة عصرهم وثمرة مجهود جبار ومحمود انار درب المسلم في ذاك العصر ولكنه الآن اصبح يسير خلفنا بمئات السنين.
ولا ضير في استبدال هذه المذاهب بمذهب عصري شامل وجامع، اذ عرف الاسلام مذاهب عديدة أخرى اختفت لظهور مذاهب احدث واشمل منها، ولهذا من المجدي استحداث مذهب كهذا.
لم يعد من الممكن قراءة الحاضر بمفردات الماضي، علينا شطب كل الاسناد التي يلقيها في وجهنا القتلة المتطرفون، لأنها اسناد موجودة في التراث الديني مهما تجاهلناها ورفضنا الاعتراف بوجودها وابرزها موروث الامام ابن تيميه الذي تعتمده داعش واخواتها في تبرير جرائمها البشعة.
بسم الله الرحمن الرحيم
من عادتي ان لا اعلق على الاخبار ولا اريد ان اجادل او اناقش ما قلت ولكن اريد ان اسالك سؤال ما الفرق بينك وبين داعش هم دخلوا الي متحف الموصل وحطموا موروث اناس وانت يا اخ ناضل تريد تحطيم موروثي
اليس كذلك
ينبغي انتقاء الجيد والصالح والصحيح من هذا الموروث وتنقيته من كل الشوائب التي علقت به بسبب اجتهادات كانت تصلح في زمنها ولم تعد تصلح لزمننا. هناك الكثير من الموروث الانساني الذي لا يصلح إلا للمتحاف وينبغي استبداله بأحدث منه. فليتنا تضع هذا الموروث في متحف وستكون الانسانية شاكرة لنا… لأن استخدام هذا الموروث يضر بي وبك وبالاسلام قبل الجميع.
اما الموروث الثقافي التاريخي الانساني في متحف الموصل فهو موروث بشري صمد 3 آلاف عام امام تقلب الحضارات في بلاد الرافدين، ولم يعد يستخدم سوى شواهد على عصر مضى وانتهى ومكان هذه التماثيل في المتحف لا في دور العبادة، فمن هم هؤلاء الذين بالكاد يتقنون قراءة الفاتحة حتى يدمروا تراثا انسانيا بهذه الاهمية؟
بالمناسبة كل وسائل الاعلام العالمية في نشراتها الاخبارية هذا المساء تصورنا كشعوب لا تفرق الجمرة من الطمرة.
وهل أنت تتعبد إلى الله برأي وسائل الإعلام العالمية بك؟!
قال الله تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم )
على أي حال إن كنا سنتبع القرآن فقط.. فماذا تقول في آيات مثل:
( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول )
( ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )
( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )
العبادة امر خاص فردي وعلاقتي بخالقي علاقة مباشرة ومحصورة بيني وبينه اي ثنائية فقط وهي علاقة حميمة جدا ليس لأحد التدخل فيها من بعد وفاة الرسول الكريم الذي كان مكلفا بهذا شرعا.
أنا لم أذكر أبدًا أمر ” علاقتك بخالقك ” إنما قلت أن الإنسان المسلم في طريقه إلى الله لا يهتم
بما يذكره أعداء الدين، وقد ذكرت لك آية من القرآن الذي تزعم أنك تؤمن به يبين الله لنا فيها أنهم لن يرضوا عنا ما دمنا مؤمنين. وسائل الإعلام هذه التي تحشد وتبرر للغرب ومن والاه لشن الحروب على بلاد المسلمين واحتلالها واستباحة حرماتها وقتل أهلها وتشريدهم.
يقول لنا الله ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حادّ الله ورسوله )، وقال لنا ( إنما المؤمنون إخوة ) فمن الأجدر بنا أن نهتم لقضايا المسلمين لا أن ننجر وراء ما يشيعه أعداء الدين بيننا، فكيف نهتم لما فعله فلان أو علان ممن ينتسبون للدين؟! فلنناصر قضايانا أولا بصدق وإخلاص، فمن يستنكر تدمير تماثيل في متحف ( علما أن التماثيل محرمة كما هو معلوم بالدين ) ولا يحرك ساكنًا عندما تُحرق دوما وغيرها في سوريا، وتقصف اليمن وليبيا وغيرها من بلاد المسلمين، فعليه التوقف ومراجعة نفسه.
تب الى الله وعد الى الاسلام قبل ان لا يكون لك عودك
هل تحدث الكاتب كفرا حتى يتوب أم ان التكفير اصبح مهنة العاطلين عن العمل…
الكاتب ببساطة خرج عن التفكير النمطي ورفع رأسه لينظر الى الامام وليس فقط الى قدميه.
للأستاذ ناضل حسنين تحيه وبعد :
لقد قرأت مقالتك مرات عدة حتى لا اظلمك في تعليقي هذا وأرجو ان تكون لديك سعة الصدر لقرائته .
اولا انت لست الاول الذي يتجرأ ان يطرح فكرة إلغاء الموروث الديني باعتباره شيئا قديما لا بد من التخلص منه وكان آخرهم “السيسي ” في ذكرى المولد النبوي الشريف .
ثانيا ان الرجوع الى المصدر الاول للإسلام وهو القران الكريم دون الرجوع الى المصدر الثاني وهو السنه النبوية امر لا يقبله عاقل لان لهما نفس المصدر ، اذا لا يمكن لأحد المصدرين معارضة الاخر .
ثالثا ان فكرة انشاء مذهب سني جديد وإلغاء المذاهب الأربعة لا تخدم المسلمين لان اختلاف هذه المذاهب هو رحمة من الله لنا وهذه الخلافات هي خلافات تعاونيه وليست خصومات او انشقاق ويبقى لها نفس المصدر
رابعا وما يتعلق بتأويل داعش لبعض فتاوى شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى فهذا لا يعيبه ولا ينقص من قدره ولو عدنا الى ما قاله رحمه الله فنجد ان علماء داعش قد فسروا كلامه على أهوائهم ، ثم من قال ان داعش يمثلون الاسلام ؟خامسا انا لست من طلاب العلم الشرعي وكل ما قلته هو من اجتهادي فإذا أردت ان تناقش فكرتك هذه فبإمكانك ان تناقشها مع اهل العلم الشرعي وليس بالعلن حتى لا تحدث أمور لا تحمد عقباها فنحن اليوم في زمن كثرت فيه الفتن والعياذ بالله .
والله بارك الله فيك ويخلف عليك بدك تلغي السنه النبويه بهالخربوشتين
طب اعملك دين جديد وفصله مليح عشان يلائم الموضه الجديده.وخليه يكون وساع كتير خلي ايلائم كل واحد بدو يركب هالؤمه.او ممكن اتبع حالك بدينهم ومع انه لن ترضی عنك……حتی تتبع
بارك الله فيك.. ذكرت ما كنت سأقوله.
لا اخ محمد، لم اطالب في مقالي بالغاء السنة بل ولم اذكر السنة اطلاقا. ولكن بما انك تطرقت اليها، فمن المحبذ مراجعة صحيح البخاري وصحيح مسلم من قبل علماء المسلمين سواء كبار الفقهاء ام من الازهر الشريف وتنقية ما يثير الجدل على انه حديث غير مؤكد. فكلنا يعلم ان البخاري جاء ليجمع الحديث بعد وفاة الرسول بنحو 200 عام، فكم من هذه الاحاديث صحيحة وكم منها مؤكد الله اعلم.
تصور مثلا لو طلب منك ان تنقل بالتفصيل ما حدث قبل 200 عام (ماذا تعرف عن 1815 مثلا) استنادا الى وسائل بدائية قال فلان لفلان… وهي وسيلة في كثير من الاحيان تسقط اجزاء وتضيف اجزاء من والى المقولة، حتى وإن كان هذا يتعلق بنبينا الكريم.
“وسيلة بدائية”!
الإسناد هو أحد أبرز ما يميزنا نحن المسلمين، فهو علم دقيق قدمه لنا عدد كبير جدا من العلماء
الثقات الكبار، والذين فحصوا فعلا صحيحي البخاري ومسلم الذين يُحاربان من قبل أعداء الدين ليشوهوا صورة الدين أمام الناس – وأنى لهم. البخاري مكث سنين طويلة في جمع الأحاديث الصحيحة ووضع لها شروطا صارمة، وكان يصلي ركعتين قبل إضافة كل حديث، والذي يُعدّ كتابه الصحيح أصح كتاب بعد كتاب الله.
كان من الحري بكل مسلم أن يذهب ليبحث عن الحقيقة لدى أهل العلم الذي أمرنا الله أن نرجع إليهم ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ). ليت الناس يصدقون واحدا من المائة من الدين كما ينجرفون وراء المستشرقين والعلمانيين.
لا جدال حول صحيح البخاري بأنه افضل من جمع الحديث النبوي الشريف، ولكنه مليء بالاخطاء وفق راي علماء الازهر. لست بصدد سرد هذه الاخطاء هنا، وكل ما هو مطلوب ان لا نضع صحيح البخاري في مكان القداسة حتى نعجز عن النبش به وغربلة الصحيح من غيره مما ورد فيه، وهي احاديث تتفاوت من حيث الدقة والاسناد.. يكفي ان يقول “قال فلان…” ليختلف جذريا عن “نقل عن فلان…” … والقائلون يجب ان ينقلوا الواحد عن الآخر لمدة 200 عام الى الوراء، فمن اين لك ان تكون على يقين بأن ثمانية اشخاص (200 عام هي عبارة عن ثمانية اجيال) سمعوا ونقلوا كلا الى الآخر نقلا صحيحا؟؟؟
كيف يتفق القول أن صحيح البخاري أفضل من جمع الحديث، وبنفس الوقت هو مليء بالأخطاء؟! أليس هذا طعنًا بالسنة؟ على أي حال أرجو أن يكون كلامنا طلبًا خالصًا للحق لا مجرد رغبة في الجدال، لأن عبارات مثل ” يجب إلغاء كافة التفاسير… ” هي عبارات خطيرة جدًا ولا تعتمد على أي أساس علمي.
بداية فلنتذكر وباختصار شديد لأنه من المؤسف أن نتكلم في أساسيات في الدين المفترض أننا جميعا نعرفها ونؤمن بها، وذلك أن السنة هي مصدرٌ تشريعي في ديننا، ولا يمكن التخلي عنها أبدًا وإلا لضاع الدين.. وهذا يمكن إثباته ببساطة بالغة، فكما قيل ” طالب الحق يكفيه دليل، وصاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل “.
أولا: قد بيّن الله أهمية ما أتانا به الرسول صلى الله عليه وسلم فقال ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ) وهذا يعني أن هنالك وحيًا آخر إضافة للقرآن الكريم قد أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم وقد وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه ( لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ). وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته يأتيه أمر مما أمرتُ به أو نهيتُ عنه فيقول لا أدري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه )، وقال ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه )، وقال ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ). ومن ينكر حجية السنة فليذكر لنا كيف سنصلي بناءً على القرآن فقط، وقد قال لنا الرسول صلى الله عليه وسلم ( صلوا كما رأيتموني أصلي )، وكيف سنحج وقد قال لنا ( خذوا عني مناسككم ).
ثانيا: بالنسبة لصحيح البخاري، فقد استشهدتَ بأقوال علماء الأزهر ومن المعلوم أنهم أما أتباع للطواغيت في مصر والذي يبثون الإلحاد في أعلامهم النجس جهارًا نهارًا، وإما ليسوا ممن لديهم باع في الحديث. أما العلماء الحق وهم يحفظون عشرات آلاف الأحاديث وجابوا البلاد طولا وعرضا في طلب العلم، واشتهرت سيرهم بالخير والزهد والورع، فقد مدحوا كتاب البخاري وعلموا قدره واتفقوا على صحته، ويمكن مراجعة كتاب مكانة الصحيحين على سبيل المثال http://waqfeya.com/book.php?bid=1091
بالنسبة للأسانيد ومن أين لنا أن نعلم صحة ما يتناقله الرواة، قد ذكرتُ أن هذا علم دقيق معروف في الإسلام، فالإسناد هو سلسلة الرجال الموصلة إلى المتن والذي هو الكلام الذي ينتهي إليه الإسناد. وهؤلاء الرجال الذين رووا الحديث قد ألفت فيهم أعداد هائلة من الكتب تضم آراء خبراء متخصصين ذكروا رأيهم في كل رجل ورجل من رواة الحديث، فوضحوا من الصادق ومن الكاذب، ومن الصادق الذي حفظه سيء..إلخ وبذلك ولله الحمد نعرف الحديث الصحيح من السقيم فلا يختلط الأمر. كما أن الطعن في الحديث والدعوى ” للغربلة ” و ” والنبش ” في الحديث الصحيح تفتقر لأدنى حد من المنطق، فمن الذي سيقوم بعملية النبش، وعلى أي أساس، ومن الذي سيحكم على رأيه إذا اختلف – كما سيحدث حتما – مع آراء آخرين سيدلون بآرائهم في نفس الحديث، والأدهى من ذلك كله لماذا يجب أن أصدق أنا المسلم العادي كلام هذا النابش ولا أصدق آراء علماء الحديث الجهابذة العظام كالبخاري ومسلم ويحيى بن معين وأحمد والنسائي وغيرهم، وهم الأحفظ والأورع والأقرب لعصر الصحابة رضوان الله عليهم.
ولدي سؤال لمن يطعن ” بالتراث الديني ” الإسلامي، هل تجرؤ على توجيه الاتهام نفسه ” للتراث الديني ” لليهود والنصارى، فما قولك مثلا في الكتب التي يزعم اليهود والنصارى أنها مقدسة، هل هي صحيحة أم محرفة؟
هذه فكرة السيسي،اليس كذلك!!
من المؤسف ان يعرض السيسي فكرته هذه في احتفال المولد النبوي الشريف وامام جمع من علماء ومشايخ الأزهر الذين صفقوا له بحراره دون ان يسكتوه !!!!