وقفة مع قرية “قاقون” المهجرة منذ عام 1948م

يتناول المؤرخ صدقي ادريس، في هذه الحلقة القرية الفلسطينية “قاقون” المهجرة منذ عام 1948، التي تبعد سبعة اكيال من مدينة طولكرم.

قرية تقع في ظاهر مدينة طولكرم الشمالي الغربي وتبعد عنها سبعة أكيال، تحدها من الشرق قرية “شويكة” و”بير السكة” و”يما”، ومن الغرب “وادي القباني” و”وادي الحوارث”، ومن الشمال خربة “الجلمة” وخربة “المجدل” و”جت”، ومن الشمال الغربي خربة “زلفة” وخربة “المنشية”. بجوارها مرت سكة الحديد الموصلة بين طولكرم وحيفا وفي الشمال منها في خربة “المجدل” كانت محطة للقطار.

وتعد قانون من المواقع التاريخية الهامة في فلسطين إذ كانت واحدة من أعمال قيسارية وعانت كثيراً من الحروب الصليبية. وفي عهد المماليك كانت مركزاً للبريد بين الطيرة وأم الفحم على طريق غزة – دمشق.

سميت القرية بهذا الاسم لاشتهارها بزراعة البطيخ فكلمة “قاوون” تعني باللغة التركية البطيخ الأصفر أي الشمام.

 أقيمت القرية فوق منطقة منبسطة تطل عليها طولكرم من الجهة الجنوبية الشرقي، وهي ترتفع 25معن سطح البحر. ونشأت مباني القرية فوق أنقاض قاقون القديمة التي أعاد الظاهر بيبرس بناء قلعتها في عام 1267م وأسكن فيها جماعة من المسلمين، فعاد إلى القرية مجدها الغابر وأقيم فيها خان يأوي إليه التجار والمسافرون. غير أنها دمرت على يد إبراهيم باشا لاشتراكها في الثورة عليه . وقد امتدت مباني القرية بشكل طولي نحو الشمال والجنوب بمحاذاة خط سكة الحديد. وأنشئتفيها مدرسة ابتدائية للبنين أيام الانتداب البريطاني وتوسطها جامع وسوق رئيسة. واعتمد سكان القرية علىالابار للتزود بماء الشرب .

بلغت مساحة القرية 144دونماً،وبلغت مساحة الأراضي التابعة لها 41,767 دونماً منها 925 دونماً للطرق والأودية والسكك الحديدية. وتزرع في أراضيها الخضر والبطيخ والقشاء والحبوب وغرس الزيتون في 80 دونماً منه، وغرست الحمضيات في 2,288 دونماً. وتحيط بها أراضي طولكرم وشوبكة ودير الغصون والمنشية.

بلغ عدد سكان قاقون 1,629 نسمة في عام 1922، وارتفع هذا العدد في عام 1931 إلى 1,367 نسمة كانوا يقطنون في 260 مسكناً، وقدر عدد سكانها في عام 1945 بنحو 1,970 نسمة.

دمرّ الاحتلال الصهيوني قاقون عام 1948 وأقاموا فوق أراضيها بعض مستعمراتهم مثل مستعمرة “غان يوشيبا” ومستعمرة “روفين” اللتين أنشئتا في عام 1949، ومستعمرة”ييكون” التي أقيمت في عام 1950.