هذه طيبتي: عماد مصاروة طبيب اشعة في خدمة عشرات آلاف الناس

كثير من الناس يهابون للوهلة الاولى كلمة طبيب اشعة والتسمية الاصح هي “طبيب نووي”، اذ يتبادر الى مخيلتهم بكلمة “النووي” اسلحة فتاكة بكل ما تحمله من مضار للبشرية.

عن مشواره مع هذه المهنة الشيقة يقول طبيب الاشعة عماد زنديق مصاروة انه الطيباوي الثاني الذي يزاول هذه المهنة وقد درس هذا الموضوع في المانيا وعمل هناك لفترة طويلة ثم عاد الى طيبته حاملا من غربته التي طالت 24 عاما خبراته ليوظفها في مسقط رأسه الطيبة.

وحين باشر بالإعداد لإنشاء مركز لتصوير الاشعة في الطيبة، واجه الطبيب عماد مصاروة في البداية عراقيل وحواجز بدت مستحيلة فكافح من اجل تحقيق هدفه وتمكن من هذا الانجاز في عام 1997 وشرع يخدم عشرات آلاف المواطنين من الطيبة والمنطقة عربا ويهودا. وقال مصاروة ان استصدار التصاريح الضرورية لإقامة هذا المشروع اخذت من وقته وجهده الكثير، خاصة وان مشروعا كهذا يكلف مبالغ طائلة.

وعن تعريفه لموضوع الطب النووي، قال طبيب الاشعة عماد مصاروة ان طبيب الاشعة (النووي) هو ذلك الطبيب المتخصص في تصوير العظام والغدة الدرقية وفي مجال تشخيص الكبد والطحال وتصوير الكلى والرئتين والاورام والالتهابات  والاسنان والكثير من اعضاء الجسم الاخرى .

عماد مصاروة: لدينا أحدث معدات التكنولوجيا الطبية

وعن نظام العمل الحالي مقارنة بالسنوات الماضية، يشير عماد مصاروة الى ان المركز يتمتع حاليا بأحدث النظم والأجهزة التكنولوجية الطبية وذلك لتقديم أفضل الخدمات لرواده في جو خاص ومريح، ويستخدم القسم بأكمله أجهزة رقمية للحفظ والاتصال عن طريق الحاسوب ويستخدم كذلك للتشخيص عن بعد، فجميع الفحوصات تظهر على شكل صور رقمية وهكذا اصبح بمقدورنا توفير عناء مراجعة المركز ثانية لتلقي نتائج الفحص، فبهذه الطريقة صار المركز يرسل صورة الاشعة مع الاستنتاجات مباشرة الى حاسوب الطبيب المعالج وما على المريض سوى التوجه الى طبيبه كي يناقش معه نتائج صور الاشعة، ولا داعي لأن يأتي الينا ثانية من اجل النتيجة.

وعن الحالات الاكثر تكرارا التي تصل مركز الاشعة،قال طبيب الاشعة عماد مصاروة: تأتينا حالات مختلفة واغلبها ناجم عن حوادث ، سواء حوادث السير او حوادث عمل او حوادث داخل المدرسة او البيت. وانتقد عماد مصاروة في هذا السياق ظاهرة العنف المتفشي وسط الطلاب وبين الاهالي في الطيبة ككل مما يتسبب بكسور في الاطراف وغيرها من الاصابات. وناشد مصاروة الاهالي بالانتباه لأطفالهم وتربيتهم بشكل افضل  لبناء مجتمع خال من مظاهر العنف. وقال: “كانت الطيبة في الماضي أفضل وأجمل من الوقت الحاضر ادعو الجميع الى الترابط والتلاحم ومحاسبة النفس قبل اي شيء”.

وعن سر نجاحه في عمله، اشار طبيب الاشعة عماد مصاروة الى ان نجاحه يكمن في حبه لبلده الطيبة وإخلاصه في أداء واجبه ووفاؤه لمهنته وحب الناس. وأضاف انه عاد الى الطيبة من اجل اهل بلده بعد سنوات طويلة من الغربة. وانتهز الفرصة ليحث رواد المركز على عدم الاهمال والاستجابة لوصفات الاطباء والقدوم لتصوير الاشعة لأن مثل هذا الاجراء من شأنه انقاذ حياة الانسان في حال تم تشخيص أي حالة مرضية مبكرا. وقال هناك عدد كبير من الناس يهملون مواعيدهم لدينا ويتقاعسون عن القدوم وهناك 50% لا يأتون إطلاقا ولا يخضعون للفحص المطلوب.

وعن نسبة الوافدين الى المركز من مصابي السرطان، اشار الى ان هذه النسبة في ارتفاع متواصل موضحا سبب هذا بالتلوث البيئي وبالتقدم الصناعي والتدخين، غير انه اكد ان الضغط والحالة النفسية له الدور الاكبر في هذه الاصابات داعيا الجميع الى محاولة التخلص من حالة اليأس والاحباط والكآبة.

للطلاب: موضوع  الاشعة شيق وامكانية العمل متوفرة

وتطرق طبيب الاشعة عماد مصاروة في حديثه الى خريجي الثانويات داعيا اياهم الى خوض هذا التخصص لأنه موضوع مهم وشيق وعن الاعتقاد السائد بأن هذه المهنة خطيرة على من يزاولها، قال: لم افكر ابدا بالعدول عن مهنتي هذه وذلك لأنني اعمل بالمثل القائل درهم وقاية خير من قنطار علاج. بالنسبة لي المركز وغرف الاشعة محصنة تاما بمادة الرصاص التي تمتص الاشعاع ولا يوجد اي خطر على رواد المركز كذلك لا يوجد اي خطر علي شخصيا. كما هناك لباس خاص من قفازات وعباءة عمل خاصة بالإضافة الى انه في كل عام تجري وزارة الصحة مراجعة لشروط السلامة في المركز وتجري فحصا دوريا لكل الاجهزة والغرف والمعدات والنظافة والامن والامان. اما بالنسبة لتعلم هذا الموضوع فبنظري انه موضوع مهم جدا وشيق الى جانب ان امكانية العمل به متوفرة في جميع المستشفيات والمراكز الطبية.