رحم الله أبا سلام ابن الشعب… بقلم: فالح حبيب
رحل العم أبا سلام أو كما كان يحب أن أناديه “موزع الجريدة”، نعم صحيفة الاتحاد التي من خلالها تعرفت على الابجدية ولامست حروفها.
بعدها عالقة في ذهني تلك الصورة وذلك المشهد الذي كنت فيه تجلس معي على “عتبة” البيت قاصا على مسامع طفل صغير يفتش ويبحث عن الذات وفي بداية طريق اكتشاف العالم والبشرية مغامراتك في روسيا، في الساحة الحمراء، في الناصرة، الطيبة، قرية في بداياتها والمحافل الوطنية ويوم الأرض وماذا لا!؟ عبرك تعرفت على كتابات إميل حبيبي، توفيق زياد، سميح القاسم ومحمود درويش والقافلة تطول…، عبرك تعرفت كطفل بعده لا يُجيد التعبير عما يجول في خاطره ولسانه يتعثر بعد ثلاث كلمات على النظرية الماركسية على “كارل ماركس” على “لينين” ولطالما تحدثنا عن أولئك الذين نظروا إليك بازدراء حين دخلت المسجد لأول مرة وعن هؤلاء الذين لم يكفوا عن اتهامك بالكفر وأنا أصغي متعجبا مستهجنا!!! طفل عندها كنت لا أدرك هذه المفارقات الصغيرة وما يقف من خلفها، لم أكن أعلم خفاياها وما تتركه في النفس من أثر فقد تألمت حقا منها أبا سلام، إلا أنني كنت دائما احترمك لأنك تمسكت بفكرك وناضلت في سبيل نشر الثقافة وكيف لا؟ وقد طرقت كل باب ناصحا الاهالي الاشتراك في صحيفة لم يكن غيرها آنذاك، وإن مالت لطرف وتحزّبت، إلا أنها كانت حجر أساس صلب في البيت الفلسطيني وساهمت كثيرا في المحافظة على تراثنا، عاداتنا، على قضيتنا، ببساطة على الكلمة العربية الفلسطينية وروادها، فها أنا أعترف، من هناك تعلمت القراءة بطلاقة ولساني الذي كان يتلعثم بعد الكلمة الثالثة كلما مضى بي العمر وكبرنا معا أنا و”الاتحاد” أصبح غنيا ثريا بثروة لغوية أستطيع، أستطيع وبفضل الله اليوم بها عبور جسر الحياة.
مع مرور الوقت بدأ يكبر الطفل وتتبلور في ذهنه الخالي نظريات وأفكار والخلاف بيني وبينك على اسمك اتسع، فالطفل الذي أصبح شابا فضّل أن يدعوك بالحاج أبو سلام أما أنت، فلطالما طمحت أن أدعوك أيضا بالرفيق أبي سلام إلى أن اتفقنا وخلص بنا الامر أن أدعوك بالنهاية الحاج أبا سلام “موزع الجريدة” ولما لا؟! وكنت متواضعا، متفهما، ناديت بمعتقداتك وعملت بها إلى جانب المحافظة على تعاليم ديننا الحنيف، ومن مثلك آمن بحق النقد ومنح الفرصة للآخرين للتعبير عن رأيهم. نعم أذكر كيف حاولت أن أكتب في “الاتحاد” واتصلت بالمحرر المسؤول متوسلا له أن يتبنى ذلك الطفل، أنت من قلت عنه عقلانيا موهوبا، قد يتهمني البعض بالمبالغة في وصفك وقد يقول من يجهلك “ولو هو كان توفيق زياد”!! بالنسبة لي نعم، فمنهم ومعهم رسخ أن ما قيمة القيادي الذي يجلس في برجه العاجي!؟ ما قيمة الفرد إن لم يكن فردا بنّاء في المجتمع؟!، وما قيمة القيادي إن لم يكن حاثا على القراءة للتنوير بدلا من “التجهيل”؟! فقد نسي البعض أنهم قيادة منتخبة ودفعوا في سبيل “التجهيل” فما خاف القيادي على كرسيه، إلا من شابّ طموح مثقف ذي عقلية متنورة، أما أبو سلام فحاله كحال البسطاء من القيادة لم يكن لديه كرسي ليخاف عليه، بل كان “شعبيا” عفويا حاملا قضية أدرك أن الشباب بعلمها وثقافتها فقط ستحافظ عليها.
تعرفت على الكثير من شخصياتنا الوطنية المخلصة لقضية شعبها وهل هناك أفضل من شخص يدعو إلى العلم والثقافة إلى الوطنية إلى النور والمعرفة ليكون قياديا؟!. حمل قضية شعب ووطن بتواضعه حاله كحال من سبقوه بالركب… بك أرى طفولتي وأستعيد ذكريات جميلة عالقة في ذهني تكفي لأقول لك عليها شكرا، رحمك الله العم المثقف أبا سلام، الحاج أبا سلام ابن الشعب.
الله يرحمك يا ابو سلام ويطول عمرك اخي فالح اوقدت بداخلي نار الاشتياق لذكريات جميله عاش قلمك وعقلك انتي شخص رزين
اسطوره شعب قادمه تتحدث عن اسطوره شعب ستزال عالقه باذهننا مدى الحياه
رحم الله العم ابو سلام
الله يرحمو ويعفي عنو ، يعني لو شوي حسستني انو خالد ابن الوليد ، والا صدام حسين ، خف علينا شوي
بارك الله فيك. الله يرحمه
انا شخصيا اخي فالح اعتز بك لانك تحافظ على دينك ووطنيتك ولا تتعصب لاحد على حساب احد اعتز بحسك الديني والوطني وهذا ظهر من خلال المقال حين اصررت على ان تناديه بالحاج ابا سلام وليس بالرفيق ابا سلام رفم انك احترمت تمسكه بفكره كل الاحترام بامثالك هذا البلد يرتقي نحن بحاجة لناس منفتحة غيورة على الصالح العام وتحب الاخرين
أخي فالح على الرغم من أني لا أذكر شيئا من حياة المرحوم ابي سلام سوا انه كان موزعا لجريدة الإتحاد إلا أن مقالك أثار بداخلي مشاعر شوق ولوعة لماض بسيط جميل، حيث كان الناس على طبيعتهم غير مترأين متواضين ، نسأل الله للفقيد أن يتغمده برحمته ويغفر له ذنوبه، ولك دوام التألق والتميز في الحس الوطني الذي لا يعرف الحدود.
رحم الله أبا سلام وأدخله فسيح جناته، ودمتَ صديقي فالح بقلمك الذي لا ينضب حبره، فكتبت وأوجزت وأعطيتَ أبا سلام حقّه بإسلوب يمتاز بالسلاسة والانسياب والتأثير. سر على تلك الخطوات الثابتة كما عهدناك…
الله يرحمك يا رفيق ابو سلام انتي عز لنا
انا مطمن على مستقبل البلد لانه في ناس زيك فيه الله يديمك يا عمي ويخليك لاهلك
رحمك الله يا ابو سلام عمي فالح انتي اصيل والله يعطيك طولت العمر
الله يرحمك يا ابو سلام ذكرتني يا عمي فالح بذكريات عن جد جميلة ومحمودة ايام عز الطيبة
كل الاحترام العزيز فالح وصفت ابو سلام فاحسنت وصفه وطيبته وعفويته تحدثت عن متناقضات مهمة ترافقنا حتى يومنا هذا. اسلوبك امتعني
ولاو يا فالح رجعتني لذكريات العم ابو سلام لما كان يجيب لنا الجريدة ولك حبيبي انتي اصيل ابو الجار وبتنساش كبارنا