لعبة تشارلي خدعة شيطانية جديدة، بقلم : الشيخ رأفت عويضة
انتشرت منذ اسبوع على شبكات التواصل الاجتماعي بين الشباب والطلاب كانتشار النار في الهشيم لعبة شارلي أو لعبة قلم شارلي ، ويدعي البعض إنها من العادات القديمة لشعب المكسيك ولمّ يكن لها أثر على الإنترنت من قبل.
باختصار اللعبة عبارة عن ورقة تُقسم إلى 4 أقسام يُكتب في قسمين منها كلمة نعم (Yes)، وفي القسمين الآخرين كلمة لا (No)، ومن ثم يوضع قلم على الخط الأفقي للأربع أقسام، وقلم أخر بشكل عامودي فوق القلم الأفقي.
وطبقاً للعبة يجب عليك بعدها ان تسأل شارلي : “Charlie, Charlie are you here ” بعدها من المفترض أن يتحرك القلم، اذا تحرك تجاه كلمة (نعم)، يكون “الشيطان” جاهز للعب معك وإن يجاوب على أسألتك، وإذا تحرك القلم لكلمة (لا) بعدها يجب عليك ان تحاول مرّة أخرى أو تعاود اللعب لاحقًا.
ورغم ان اللعبة تعتمد حسب التفسير العلمي الفيزيائي على قانون الجاذبية وطريقة وضع الأقلام على المحك، لان الأقلام لن تبقى ساكنة حتى لو أردت ذلك.
الوضع الحرج للأقلام فوق بعضها هكذا يجعل حركتها سهلة جدًا، بحيث أن أقل دفع يُمكنه تحريكها، التنفس مثلاً، وحتى نطق اسم شارلي هكذا “تشارلي” يُحدث دفعة هواء من الفم يُمكنها تحريك القلم (هذا لأن كما ذكرنا من قبل بسبب الوضع الحرج للقلم)، أو اي سطح مائل ولو قليلاً سيدفع الأقلام للتحرك.
ورغم هذا التفسير إلا ان اللعبة تحمل في ثناياها مخاطر ومخالفات دينية ينبغي التنبه لها ،من أبرزها:الاستعانة بغير الله تعالى،فاللاعب هنا يستعين كما تقول الأسطورة بشبح مكسيكي اسمه تشارلي،والاستعانة بغير الله خصوصا في أمور غيبية لا يعلمها ولا يقدر عليها الا الله حرام ومظنة للشرك،ففي الحديث القدسي:” واذا سألت فاسأل الله ،واذا استعنت فاستعن بالله “.كما ان سؤال الشبح عن أمور مستقبلية يتنافى مع إيماننا ان علم الغيب من اختصاص الله وحده، وان الجن لا يعلمون الغيب ولو أنهم كانوا يعلمونه –كما يدعي السحرة والمشعوذون- لما لبثوا في العذاب بعد موت نبي الله سليمان عليه السلام.إضافة الى ان اللعبة تروج بصورة او أخرى للسحر والشعوذة وهي أمور نهت الشريعة عنها وحرمتها ،فقد ثبت في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم :«مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم».
ومن هنا فإنني احذر من خطورة هذه اللعبة وآثارها على عقيدة الشباب وأناشد أولياء الأمور والقائمين على العملية التدريسية تحذير الطلاب من مخاطر اللعبة وحمايتهم من ممارستها حتى لا تؤثر في سلوكهم التعبدي والعقدي من خلال اكتساب مفاهيم وسلوكيات خاطئة.كما عليهم ملأ فراغ وتحصين عقول هؤلاء الشباب بالنافع المفيد حتى لا يكونوا فريسة سهلة للمشككين والعابثين.