الهوية الوطنية – بقلم د. حسام عازم
خطرت في ذهني فكرة تبدو للوهلة الأولى ساذجة للغاية ، حيث قمت بالتوجه بسؤال بسيط لبعض الشباب ، كيف تعرف نفسك ؟ ما هي هويتك الوطنية ؟
فكانت الأجوبة مختلفة ، بعضها اغاضتني كثيراً مثل ” عرب اسرائيل ” او ” عرب الـ 48 “
او ” عرب الداخل ” ،ومنها من أعطتني الأمل بوجود شباب واعي لقضيته الوطنية .
فمن نحن ؟
نحن أقلية قومية عربية فلسطينية في دولة اسرائيل .
إننا جزء حي وواع ونشيط من الشعب العربي الفلسطيني ،لم نتنازل ولا يمكن أن نتنازل عن حق هذا الشعب في تقرير مصيره وفي الحرية والاستقلال على ترابه الوطني .
جزء من شعبنا ، رغم تميز الموقع والواقع الذي نعيشه، أقلية صاحبة الارض والتاريخ والحاضر والمستقبل ، وليس أقلية تستجدي حقوقها، بل أقلية قومية تناضل من أجل نيل هذه الحقوق وتبني أطر وحدتها الكفاحية لتحقيق ذلك، ترفض التنازل عن مطلب المساواة في حقوقها القومية والمدنية، وترفض الانتقاص من شرعية مواطنتها الكاملة، في دولة قامت في وطنها عنوة.
ولكنها بالمقابل أقلية قومية تصر على إلقاء وزنها من موقعها داخل اسرائيل، ومن قلب مواطنتها المشتقة من انتمائها لوطنها، انتصارًا لنضال شعبها الفلسطيني وحقوقه القومية ومعركته التحررية، بما فيها إنهاء الاحتلال ووضع حد لسياساته القمعية وتقليع الاستيطان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بجانب اسرائيل.
نحن ليس أقلية قومية تنتظر الفرج من الخارج وتنتظر حدوث التغيير بالركون إلى الغيبيات ونشر الأوهام، بل أقلية قومية منظمة، تعرف كيف تلقي بثقلها من أجل إحداث التغيير. وتعرف تعقيدات الساحة التي تناضل عليها، وتعرف أن النضال من أجل حقوقها القومية والمدنية، ليس منفصلاً عن النضال من أجل الديمقراطية وضد التدهور الفاشي في إسرائيل، وأن المعركة على المساواة وعلى الديمقراطية، ليست مفصولة عن المعركة على حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والإسرائيلي العربي حلاً عادلاً. اقلية قومية لا تكتفي برفضها الاجماع القومي الصهيوني، إجماع الرفض والعدوان، بل تطرح مشروعاً بديلا متحدياً لهذا الاجماع، ليس إجماعاً يقتصر على المواطنين العرب فقط، بل أساساً لإجماع تقدمي بديل، في صلبه مناهضة الاحتلال والتمييز العنصري والاضطهاد القومي والعنصرية الفاشية بحق الجماهير العربية في اسرائيل.
ان تاريخنا النضالي منذ نكبة شعبنا في ال٤٨ وفترة الحكم العسكري البغيض ومجزرة كفر قاسم وبعد نكسة شعبنا في ال67، اثبتنا تشبثنا بأرض الآباء والأجداد .ويوم الارض الخالد في 67 لأكبر دليل على تاريخ ناصع من النضال لجماهيرنا العربية الفلسطينية .
ان كل محاولات السلطة وأعوانها بتفريق وحدة صفنا الوطنية وتحويلنا لفئات مختلفة يُسهل عليها استمرار اضطهادنا ولنصبح فريسة سهلة لسياسة التميز العنصري ولن تنجح لأن وحدتنا الوطنية ستبقى شوكة في حلق حكام اسرائيل .
نحن أبناء الشعب العربي الفلسطيني شاء من شاء وأبى من أبى.
ان احد المهمات الاساسية التي تقف امام قيادات الجماهير العربية هي تعميق الوعي الوطني لشابات وشباب شعبنا ، والعمل الدؤوب على إيصال أسس الهوية الفلسطنية لهم وترسيخ الانتماء وحب العطاء .
لانه بدون هوية وطنية لا توجد قضية وطنية .
د. حسام عازم