تقرير: هل حقا نحيي ذكرى النكبة ام نسقط واجبا لا بد منه؟
من غير الممكن ان يشارك كل أبناء المجتمع العربي في البلاد في مسيرات العودة، فماذا يفعل الآخرون الذين يبقون في بيوتهم، وهل هناك أفكار غير المسيرة لاحياء هذه الذكرى العزيزة؟
كيف يمكننا ان ننصف شهدائنا وان لا تغيب ذكراهم عن اذهاننا؟ كيف يمكننا إبقاء شعلة الوعي متقدة بما قدمه هؤلاء الابطال من خدمة للقضية الفلسطينية؟ وهل ننسى من نسي نفسه وتفانى لأجل ان نحيا نحن؟
هذه الأسئلة وغيرها نطرحها على أنفسنا في فترة تتعاقب فيها الذكريات وتتراكم مع منذ 68 عاما، منذ تلك الأيام العصيبة التي امتدت لتصبح مأساة شعب بحاله. فهل نحن حقا أوفياء بما يكفي لذكرى من سقطوا وهم يشقون طريق الحياة أمامنا.
هل تكفيهم دقيقة حداد ثم نعود لنزاول حياتنا اليومية وكأن شيئا لم يكن؟ هل نشارك في مسيرة العودة السنوية التي تنظمها الجهات المسؤولة، ثم نعود راضين عن أنفسنا بأننا ادلينا بدلونا في هذه المناسبة العزيزة.
الابداع في طريقة احياء ذكرى النكبة ليس له حدود، وهو متنوع بدرجة مثيرة للاهتمام، فهناك من يقترح البحث عن مركبات قديمة جدا كانت قد نقلت اللاجئين من ديارهم الى أماكن النزوح في حرب عام 1948، ومنهم من يقترح ان يتم رصد البيوت العربية التي هجر عنها أصحابها ولا تزال قائمة الى اليوم وتنظيم معرض من هذه الصور لعل أصحابها في أماكن اللجوء يبتل شوقهم حين يرونها.
هناك الكثير من الأفكار التي يمكن الاستعانة بها في هذه الذكرى، فهل نفكر بها من باب اسقاط الواجب ام حقا نريد ان نبث الحياة في ذكرى بدأت تتآكل مع مرور الزمان؟
ومما يجدر ذكره ان الكاتب والمحرر الصحفي ناضل حسنين، كتب مقالا نهار اليوم دعا من خلاله الى تنظيم وقفة حداد في ذكرى النكبة، اذ قال: “كيف لمن لا يشاركون في المسيرة التقليدية في هذا اليوم ان يشاركوا في احياء ذكرى النكبة الغائرة عميقا في نفوس كل الفلسطينيين؟ كيف يمكنهم استذكار ما حل بأبناء شعبنا في هذا اليوم الذي تحول الى يوم مفصلي في تاريخ الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية عامة؟ أرى ان خير وسيلة لنكون مع من غابوا عنا، سواء الى الابد ام الى حين، هي الوقوف دقيقة حداد لأجلهم نستعيد في اذهاننا خلالها جزءاً من صورة المأساة التي لا يزال يعاني تداعياتها الجزء الأكبر من أبناء شعبنا الفلسطيني في مخيمات اللجوء في الشتات”.
وجاء في مقال حسنين:” ومن المثير للتساؤل ان جهات عربية محلية مسؤولة، لا تبادر الى الدعوة لمثل هذه اللفتة الوطنية التي يستطيع تأديتها كل عربي فلسطيني في البلاد. فلا لجنة المتابعة ولا اللجنة القطرية تنبهت الى دعوة كهذه تدفع الفرد منا الى الشعور بالانتماء الى شعبه المنكوب منذ عشرات السنين والعيش ولو للحظات مع ضحاياه الاحياء منهم والاموات”.
ونوه حسنين:” الوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايانا، ليس بالمشروع المكلف ولا بالفعالية التي تحتاج الى اعداد وتنظيم وحشد طاقات بشرية. كل ما هو مطلوب إطلاق دعوة رسمية تصدر عن اعلى ممثلية للمواطنين العرب في البلاد، تدعوهم الى احترام ذكرى ضحايا شعبنا وتكريس 60 ثانية من الوقت لذكراهم لا أكثر. 60 ثانية نوحد خلالها كلنا فكرنا واذهاننا حول محور واحد ووحيد، مأساة شعب يقتات على امل العودة”.
ومن هذا المنطلق سعى موقع “الطيبة نت” الى استفتاء عدد من سكان مدينة الطيبة من شرائح مختلفة للتعرف على آرائهم بشأن العمل على تنظيم وقفة حداد في ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني الذي لا زال ابناؤه في الشتات يجلسون في حالة من الترقب المتواصل منذ قرابة سبعة عقود!.
اطلاق حدث “ايفينت” على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، للمتابعة اضغط (هنا)
د. حسام عازم: انها رسالة للأجيال القادمة
واعرب د. حسام عازم عن رأيه فقال: انا مع تنظيم وقفة دقيقة حداد على ارواح شهدائنا وفي ذكرى نكبتنا، مهم جداً، واتفق معه. فانه احد الأمور التي توصل رسالتنا للأجيال القادمة، لنقول لحكام اسرائيل “يوم استقلالكم هو يوم نكبتنا”، وان نوصل للأجيال القادمة رسالة نقول فيها : “لا عودة عن حق العودة”، “الارض ارضنا ، والبحر بحرنا ، والسماء سماؤنا ….وهنا على صدوركم باقون”، وسيأتي عاجلاً ام اجلاً يوم نحتفل فيه باستقلال فلسطين، نرفع فيه علم الكرامة الوطنية وصمود شعب بطل”.
السيد بسام شيخ يوسف: نحتاج لآلية توحد الجميع إذ ليس لدينا بوق
من جانبه، قال السيد بسام شيخ يوسف: “ان الفكرة جيدة جدا وجديدة لكن نحن بحاجة لكيفية عمل آلية موحدة للجميع فلا يوجد لدينا بوق، واقترح اعداد حدث على مواقع التواصل الاجتماعية “ايفنت”، مع اقتراح ساعة محددة، واقترح ان يطلب الحدث على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” من الناس الخروج للشارع في هذه الساعة، وان تعمل وسائل الاعلام، على نشر الدعوة للمشاركة، قبل بساعتين من الساعة المحددة مما يجعل الناس تعرف تحديد الوقت مباشرة، وكما يطلب من كل الفلسطينيين بالعالم المشاركة بالوقفة”.
واردف قائلا: “ومهم عدم تعقيد الامور باقتراح فعاليات على شرف الحدث، ومن المهم تحويل هذا الحدث، الى حدث سنوي نقف دقيقة حداد في هذا اليوم في هذه الساعة، جميع الفلسطينيين في العالم، حتى لو كان النجاح جزئي هذه المرة الهدف تثبيت الفكرة وتكرارها كل عام”.
المحامي هلال حاج يحيى: هذا يخفف من تنكر الدولة لتاريخنا ومأساتنا
اما المحامي والمربي هلال حاج يحيى، فقال: “احدى الظواهر الغريبة في اسرائيل، هي ان مؤسساتها اختارت رموزا للدولة مثل العلم، النشيد الوطني وما الى ذلك لا يمت بصلة للقومية العربية التي تشكل 20 بالمية من سكان البلاد، وهي اكبر شريحة اثنية في الدولة، هذا مما يخلق مسافات بين انتماء الشعب اليهودي لرموز الدولة وانتماء العرب في الدولة الى هذه الرموز والطقوس مثل ذكرى المحرقة مثلًا. لذلك حسب رأيي فإن اي طقوس واي رموز واي ذكرى تخص ألمنا وتاريخنا ستكون خطوة مباركة تخفف شعور المواطن العربي من تنكر الدولة لتاريخه ومأساته”.
المحامي توفيق طيبي: ليكن هذا جزءًا من هويتنا وذاكرتنا ووجداننا
واكد المحامي توفيق طيبي على تنظيم وقفة حداد، قائلا: “اوافق على تحديد موعد محدد للوقوف دقيقة حداد في ذكرى النكبة كي يكون ذلك جزءًا لا يتجزأ من هوية وذاكرة ووجدان فلسطينيي الداخل، لا سيما ان هذه الذاكرة والهوية والخصوصية الفلسطينية والرواية الفلسطينية تتعرض لهجمة شرسة منقبل المؤسسة الصهيونية، لتجريد الانسان الفلسطيني من هويته وأرضه وبلاده وليتحول الى جسم غريب في وطنه!”.
السيدة مي جابر: يجب التوافق على موعد مع كل من الاطر الجماهيرية
وقالت السيدة مي جابر: “ذكرى يوم النكبة هو احتلال ارض فلسطين وطرد اكثر من نصف سكان فلسطين التاريخية. وقد اثر هذا على شعبنا من تدمير تاريخنا العريق، فما زال حاضر النكبة ممتداً بتراجيديتنا الانسانية المستمرة منذ سنين ومازلنا نعيشها حتى الان ومازلنا نقاوم تداعيات نتائجها على ارض وطننا الذي لا وطن لنا سواه. لذا أؤيد ان نقف دقيقة حداد في ذكرى النكبة وان يكون من كل سنة موعد محدد ومتفق عليه مع كل من الاحزاب السياسية والأطر الاجتماعية والثقافية”.
وواصلت جابر: “ان التدخل والتأييد في وقفة دقيقة حداد يدل على التزامنا بضرورة الاستقرار بمسؤولية النكبة وهو فصل جديد من فصول النكبة. لا ننسى البداية كيف تبدأ من النهاية، لا مفاتيح بيوتنا ولا مصابيح اضاءه، لا أرواح وشهداء الارض ، ما دامت روح الوطن حية فينا لا ننسى!! هنا سنموت. هنا في الممر الاخير. هنا او هنا سوف يغرس زيتونة … دمنا”.
المهندس ساجد حاج يحيى: أتمنى أن تتبناها قيادة الجماهير العربية لتصبح جزء من مراسيم إحياء ذكرى النكبة
والمهندس ساجد حاج يحيى، قال:” برأيي فكرة جديرة، أتمنى أن تتبناها قيادة الجماهير العربية لتصبح جزء من مراسيم إحياء ذكرى النكبة كمسيرة العودة، وحداد على أرواح الشهداء وتذكرهم. وهي تحدي للفكر الصهيوني الذي يراهن على نسيان الصغار بعد موت الكبار .. لكنها تبقى غير مجدية إن اقتصرت على كونها طقس شكلي لا يحمل بداخله جوهر ولا وعي ولا ادراك ولا يُترجم إلى فعل يساهم بتعزيز روايتنا وذاكرتنا الجماعية التي تحكي حكايتنا كشعب له جذور وتاريخ وليس “مقطوع من شجرة”. نحن شعب لديه تاريخ ورواية يتوجب علينا الحفاظ عليها ونقلها الى الأجيال القادمة اذا كنا نطمح حقًا الى الحياة”.
ومضى يقول:” لتكن هذه دقائق تبني ذاكرة للحياة وللأمل نلملم بها جراحنا ونشحن بها طاقاتنا نحو العمل والتطلع نحو مستقبل أجمل لا للبكاء والنحيب والموت، نحن لا نريدها ذاكرة للموت كما في الثقافة الاسرائيلية، فذاكرة الموت تقود الى الجريمة. وما التفتت الحاصل اليوم داخل مجتمعنا العربي الا نتيجة لضعف انتمائنا الوطني وتغليب الانتمائات الضيقة على الانتماء لهويتنا الفلسطينية الجامعة لمختلف انتمائاتنا وهنا تحضرني المقولة المنبّهة للأديب الفلسطيني الراحل سلمان ناطور “ستأكلنا الضباع إن بقينا بلا ذاكرة… ستأكلنا الضباع” .
روابط ذات صلة:
للاسف نحن نعيش اانكبة حتى يومنا هذا وستبقى هذه النكبة ما دام هاذا الكيان الغاشم على ارضنا المقدسة :(