أيها الصائمون …تأدبوا وطهروا قلوبكم ونفوسكم في الأسواق !، بقلم: الشيخ ابو عكرمة الطيباوي
حدثت زميلي قائلا : ما يحزنني ويؤلمني أننا في الشرق الاسلامي نواجه أزماتنا ومشاكلنا بعصبية وصراخ وتوتر ! ثم نفتر ونهدأ و.. ننسى ! فتتأزم وتتفاقم أزماتنا ! وهذا الامر لمسناه واضحا حيث في الفترة الأخيرة تراشقت التهم كزخات المطر ، وشن هجوم شرس على الأسواق الرمضانية في شتى البلدان العربية !
وفي خضم النقاشات الحادة والتي غالبيتها جانبية وربما ميول شخصية وأهواء نفس ، وربما لمطامع شخصية هزيلة ! وقد نسي الاخوة الأفاضل أن يعلموا الناس أداب الأسواق التي علمنا اياها ديننا الاسلامي الحنيف ، وجاءت جليا واضحة في القرأن الكريم وسنة نبينا ورسولنا الكريم .
حيث يروى أن رسولنا الكريم أتى السوق يوماً فأدخل اصبعه في طعام فرأى في أسفله بلل فقال : “ما هذا يا صاحب الطعام ؟” قال: “أصابته السماء يا رسول الله” ، قال رسول الله : “ألا وضعته فوق الطعام كي يراه الناس، من غشنا فليس منا ” ! واليكم بعض اداب الأسواق :
(1) غض البصر من الرجال والنساء، قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} سورةالنور: 31-32.
(2) التزام المرأة المسلمة باللباس الشرعي بشروطه الشرعية فيغطي جميع البدن، ولا يشف ولا يصف ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} الأحزاب:59. وقال تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} النور:31. فيحرم شرعاً أن تتزين المرأة عند خروجها من بيتها .
(3) الالتزام بآداب التخاطب، وخاصة من المرأة مع التجار وكافة الناس ، قال الله تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب:32]. ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم ودلع !
(4) السماحة واليسر في البيع والشراء : لقوله صلى الله عليه وسلم : «رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع ، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا اقتضى» رواه البخاري .
(5) الصدق والبيان وعدم كتمان العيب :
لقوله صلى الله عليه وسلم : «المسلم أخو المسلم، ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعًا فيه عيب إلاَّ بينه له» (رواه أحمد وصححه الألباني) .
(6) عدم الإكثار من الحلف في البيع والشراء : لقوله صلى الله عليه وسلم : «إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه ينفق ثم يمحق» رواه مسلم .
(7) تجارة رابحة في أبغض البقاع إلى الله تعالى : لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم : ” من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير، كتبت له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتاً في الجنة ” رواه الترمذي وحسنه الألباني .
(8) ترك الخصام واللجاج: قد ورد في صفة النبي- صلى الله عليه وسلم-:” أنه ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولايدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر…. ً”.
وأما في هذا الزمان فسد الناس، وانتشر فيهم الجهل، فما أكثر السخب والسخط في الأسواق، والمهاترات والمشاجرات؛ بل ربما وصل ببعضهم الحد إلى سفك دم أخيه المسلم من أجل كلمة قالها، أو صوتٍ رفعه عليه !.
(9) التعجيل بالخروج من الأسواق: حيث الأسواق مكان قد نَصَبَ الشيطان عليها رايته، فعجل بالخروج منها، قال النبي صلى الله عليه وسلم :(لا تكوننَّ إن استطعت أوَّل من يدخل السُّوق، ولا آخر من يخرج منها، فإنَّها معركة الشيطان، وبها نَصَبَ رايته) ففيها تكثر المعاصٍي والسيئات،وتقلَّ فيه الطاعات والحسنات، وفيها يكثر اللهو والغفلة ، والكذب والزور ، والفواحش .
(10) المحافظة على نظافة السوق :
فلا يجوز تلويثها بالأقذار والأوساخ، مما قد يكون سببًا في تعطيل حركة السير، ومصدرًا للروائح الكريهة المؤذية، والأمراض .
(11) القناعة لدى البائع بما يسر الله له من رزق ، فأنت أيها البائع لا بد أن تربح وتسعى في الربح ، لكن ليكن هذا الربح ربحاً واقعياً لا ربحاً تجاوزيا! فلا بد لك أيها المسلم القناعة بالرزق الذي تحصل عليه وأن يكون ربحك ربحاً طيبا ً مباركا ، لا ضرر فيه على الاخرين، وقد جاء في الحديث: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ” .
(12) الالتزام بالعهود والعقود والوفاء بهما قال الله جل وعلا :(وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)، وقال: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ أن الْعَهْدَ كان مَسْئُولاً)، والبيع والشراء عقد والله يقول: (وَأَشْهِدُوا إذا تَبَايَعْتُمْ)، كل ذلك لأجل رفع الحرج والوفاء بالعقود وعدم الخيانة والخداع.
(13) أن يكون المسلم بعيداً عن بيع كل محرم تحرمه الشريعة، لأن الله تعالى يقول لنا : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، فمن التعاون على العدوأن البيوع المحرمة كبيع الخمور والخنزير والميتة والحيوانات الغير مأكولة . وفي حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “حرم الله ورسوله بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام” !.
مع أنبل أيات الدعاء بان نتأدب بأسواقنا بأداب اسلامنا العظيم ، اللهم أمين ! الشيخ الداعية ابو عكرمة الطيباوي
كل الاحترام والتقدير شيخنا بارك الله فيك
على مهل يا شيخ اجلها لرمضان السنة الجاي
مش حاسس انك صفة مع الشيوعية بموقفك
كلام جميل بارك الله وجزاك خيرا فيك يا شيخ ابو عكرمة على هذه الكلمات الطيبة. كل الاحترام والتقدير
بارك الله فيك شيخنا
الشيخ والداعيه ابو عكرمه يا ريت البند رقم ١١ و ١٢ لجنة الحج والعمره تطبقه لانه عنجد زوّدوها بالنهب من هالعالم اللي بصعوبه قدرت تجمع مال لتطلع تعمّر او تحج … وجزاك الله كل خير
كنت امبارح بالسوق بطولكرم يوجد عكس ما تطلبه يا شيخنا
كل الاحترام هذا الحكي المحترم
على مدار السنه وليس في رمضان فقط