في مدرستنا بلد – بقلم: ياسر ناشف

تم انشاء مدرسة بغرف دراسية مصطفة بجانب بعضها ويعلوها مثلها من الصفوف وتختلف مراحل التعليم فيها من تمهيدي وابتدائي وإعدادي وثانوي ان شئت.

وأمام الصفوف يوجد ممر وفي المنتصف وعلى الجانب الاخر درج يوصل للصفوف العليا، وتطل الصفوف من الجهة الامامية ساحة تستخدم للرياضة والترفيه واستخدامات متعددة، ومن الخلف ساحة خلفية وموقف للسيارات. اما من الجهة اليسرى فهناك غرف لعامل النظافة ومخزن وغرفة للحارس ومقصف ويعلو ذلك غرفة المدير وهيئة التدريس والسكرتارية.

تم اختيار مدير المدرسة بناءً على مناقصة قانونية تعتمد على الكفاءة والمهنية والخبرة وكذلك هيئة التدريس والعاملين. اما الطلبة بعد تسجيلهم بالمدرسة يبدؤون بالتوافد الى المدرسة من الساعة السابعة صباحا وتدب الحياة في المدرسة الى ان يدق الجرس في الساعة الثامنة فيصطف الجميع في طوابير مخصصة حسب النظام المتبع.

وبعد القاء كلمة الصباح ينطلق كل طابور حيث غرفة التدريس المخصصة له، وكذلك المدّرسون كلٌ حسب برنامجه المقرر مسبقاً  وحصة أولى وثانية وبينهن استراحة خمسة دقائق يكون في هذه الاستراحة مدّرسون مناوبون حسب برنامج متعارف عليه وذلك للحفاظ على الهدوء والنظام ورعاية أمور الطلبة واحتياجاتهم، الى موعد الفرصة التي يخرج فيها الطلبة ذكورا وإناثا الى الساحة كلٌ يستغل هذا الوقت لقضاء حاجة يريدها دون الاعتداء على خصوصيات الآخرين وذلك بمراقبة من المناوبين الذين لا يفارقون الطلبة قدر المستطاع. ومن ثم تنتهي الفرصة ويدق الجرس مرة اخرى وهكذا دواليك الى نهاية الدوام.

ولا ننسى الاجتماعات الدورية التي يقوم بها المدير الكفؤ طبعا، والتي من خلالها يقوم بتدارس شؤون المدرسة مع الطاقم التدريسي والعاملين بالمدرسة لتطوير المدرسة ووضع الخطط المستقبلية لتطوير الدراسة وأساليب التدريس وغيره من الاحتياجات والتوجيهات. وكذلك اجتماعات هيئة التدريس مع الاهالي بشكل منتظم لمتابعة سير العملية التعليمية ومعرفة مستوى ابنائهم وسلوكهم وتوعيتهم وإرشادهم بكل ما هو جديد ومفيد وما تحتاجه المدرسة وكل ذلك داخل سور المدرسة دون اي تدخل من المحيط الخارجي وبعد فترة استحقت المدرسة لقب المدرسة النموذجية والمدير المثالي والمدّرس المميز والطالب المبدع.

وهذا يعكس حالة البلد والمجلس البلدي حين يعي اهل البلد كيف ينتخبون رئيسا كفؤ يدير شؤون بلدهم بعيدا عن المحسوبية والعصبية والعائلية ويدركون ان اختيارهم لأعضاء المجلس البلدي هو امانة ملقاة على عاتقهم كي يكونوا سندا لرئيس البلدية وكذلك الموظفين والمستخدمين في البلدية حين يعمل الكل كطاقم متكامل وأسرة واحدة شعارهم لا للمحسوبية والواسطة والفساد وخدمة المواطن امانة ومسؤولية تستوجب تأديتها بإخلاص ومهنية وموضوعية بالاشتراك مع اهل البلد الذين يعرفون مالهم وما عليهم ويكون الجميع كخلية النحل وشجرة النخيل.

هنيئا لبلدنا ولأهلها ان احسنوا ان يجعلوا من احيائهم صفوف دراسة وبلدهم كمدرسة ومجلسهم البلدي كهيئة تدريس ورئيس البلدية كمدير.

***

ملحوظة: إذا كان في ذهنك ما تريد قوله لأهل مدينتنا الطيبة، فهذا منبر حر يتيح لك المجال لمخاطبة الجميع بحرية. ارسل مقالك وصورة لك على العنوان: [email protected]