إذا كان شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج قد أحيا امس 15 أيار الذكرى الـ 65 للنكبة، في محاولة منه للتذكر والتذكير بما عاناه وما زال يعانيه من طرد قسري وتهجير وتشريد جماعي واستيلاء على الأرض الفلسطينية شيطاني.
فإننا في الطيبة نعيش نكبتين النكبة المشتركة مع سائر أبناء الشعب الفلسطيني أينما وجد كجزء لا يتجزأ من هذا الشعب الأبي، نكبة سلخ الأرض التي تريد الدولة فيها تحويل بلدنا الى جيتو محاصر من جهاته الأربعة ( من الغرب شارع 6، من الشرق مناطق طبيعية، من الجنوب مستوطنة تسور يتسحاق ومن الشمال الخط الأخضر). نكبة الأرض التي تسلخ يوما بعد يوم فمن شارع 6، الى الخارطة الهيكلية المقترحة، الى مشروع خط الغاز القطري ومشروع السكة الحديد.. فكلها تقضم ما تبقى لدينا من احتياطي ارض.
وأما النكبة الثانية فهي نكبتنا الداخلية نكبة الفرقة والتشرذم، نكبة السلبية واللامبالاة، نكبة الإحباط والعجز. انها نكبة التعصب العائلي الذي جر علينا الكثير من الويلات وافقدنا الثقة ببعضنا البعض.
إنها نكبة العنف الذي سمحنا له بان يخترق بيوتنا وعائلاتنا وان يحول أمننا خوفا ورهبا وجبنا.. وان يطعن اسم بلدنا وسمعته في القلب.
إنها النكبة التي قدم فيها الكثير منا قيادة وشعبا مصالحهم الشخصية على المصالح العامة، حتى غدا الصالح العام مهدورا ضائعا يشكو الى الله ظلم الظالمين.
إنها النكبة التي سلمنا فيها قيادتنا للجنة معينة تنفذ سياسات عدائية بحقنا وحق بلدنا، ولم نتصد لها موحدين لنطردها. إنها نكبة حالة العجز والكسل التي تلازمنا، التي وصلت درجة الاستسلام واليأس من أية إمكانية للتغيير أو الإصلاح.
انها نكبة الأنانية والمادية التي جعلتنا نتنافس على شهواتنا ومتعنا كما تفعل العجماوات دون وازع من دين او خلق حتى صار شعارنا “انا وليكن الطوفان”.
وإنها نكبة الإسراف والتفاخر والمشابهة التي جعلتنا نتشبع بما ليس فينا، ونقلد غيرنا فيما لا نقدر عليه، ونغرق في ديون ومشاكل لا عد لها ولا حصر.
انها نكبة اللامبالاة الهروب من المسؤولية والاكتفاء بالتوصيف للواقع المر والنقد غير البناء. كما إنها نكبة التردي الخلقي لكثير من سلوكياتنا وتصرفاتنا، الى حد حدا ببعض الشواذ من بلدنا ان يغيروا جنسهم.
إنها نكبة عدم احتكامنا واستهدائنا في شتى شؤون حياتنا الى كتاب ربنا العظيم وهدي نبيه القويم. وباختصار نحن نعيش مجموعة من النكبات والأزمات الداخلية التي تحول بيننا وبين التخلص من نكبتنا الخارجية، ولذلك قبل ان نفكر في التحرر العام علينا ان نفكر كيف نتخلص من نكباتنا الداخلية، اذ انها الخطوة الاولى على طريق التحرر والتحرير المنشود.
وعملية التحرر هذه عملية شاقة وصعبة تحتاج منا الى قوة إيمان بالهدف وصبر عليه وتكاتف وتلاحم حوله وإرادة وعزيمة صادقتين لتحقيقه مع توكل على الله واستعانة به.
وإنني لعلى ثقة تامة أننا إذا تسلحنا بهذه الأسلحة فان التحرر سيكون – بإذن الله تعالى- قريبا، وان بقينا على الحالة التي نحن عليها فإن النكبات ستتوالى علينا حتى تقصم ظهورنا وعندها لن ينفع الندم ولات حين مناص ولات حين مندم. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
* الشيخ رأفت عويضه -امام مسجد “بلال بن رباح”
“שתיקת הכבשים” של טייבה היא המסוכנת. יש לעמוד מול האלימות והכנופיות.