مورينيو يعتمد أسلوباً جديداً للحرب النفسية
يواصل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو خطف الأنظار من خلال تصريحاته الصاخبة فهذا الضجيج يمثل جزءاً أساسياً من عمل المدرب البرتغالي الذي يلعب على ورقة المؤتمرات كي يحدث صخباً حول نقاط معينة أو ليحفز بعض لاعبيه.
هذا الأسلوب تحدثت الصحافة الإنجليزية سابقاً عن الجدوى الكبيرة له كونه يسمح للبرتغالي بإبعاد الضغط عن لاعبيه ولفت الأنظار لقضايا أخرى بعيدة عن نشاطاتهم أو أخبارهم لكن بآخر سنتين غيّر مورينيو من أسلوب إثارته للصخب فسابقاً كان يسعى السبيشال وان لشغل الصحافة بأي خلاف من الممكن أن يُحدثه هو كقضية استفزازه الدائم لفينغر أو فيرغسون أو بعض القضايا الثانوية كطول عشب البرنابيو أو نمط الحياة في ميلانو!
مؤخراً بحث مورينيو عن استغلال تجاربه الكبيرة وعلاقاته الكثيرة مع اللاعبين وما يٌعرف عنها بالصحافة كي يبدأ بأسلوبه الجديد المعتمد على المقارنات الكثيرة فمورينيو لم يعُد “ابن اليوم” بل بات من صف المدربين الخبراء وإنجاز بورتو مر عليه 13 عاماً والأكيد أن البرتغالي لم يعُد يصنف بخانة المدربين الشباب لذا هو يستغل قدراته هذه على إطلاق المقارنات كي يوجه رسائل تحفيزية للاعبيه.
منذ فوزه بلقب البريميرليغ للمرة الأخيرة مع تشيلسي وحتى اليوم استخدم مورينيو هذا الأسلوب بمرات عديدة وخلال فترة تواجده بالبلوز قد يكون التصريح الأشهر بهذا المجال هو الذي أكد فيه تفوق هازارد على رونالدو عام 2014 أي بذات العام الذي فاز فيه الدون بالكرة الذهبية ويومها اعتبرت الصحف أن مورينيو اختار إطلاق تصريح يحفز فيه لاعبه البلجيكي ولو أن الأخير عاش بعد ذلك موسماً كارثياً!
مع مانشستر يونايتد بدأ الأمر يتكرر بوتيرة أسرع ففي موسمه الأول بأولد ترافورد وصف مورينيو بوغبا عدة مرات بـ”أفضل لاعب وسط بالعالم” وهو نمط آخر من المقارنة التحفيزية التي أراد من خلالها إظهار لاعبه بموضع القمة ومن ثم مرة أخرى عاد ليمدح بوغبا الصيف الماضي حين قال أنه من نوعية رونالدو وميسي وأنه سيسيطر على الكرة الذهبية قريباً.
خلال هذه الفترة لم يكُن بوغبا الوحيد الذي نال قسطاً من التحفيز بل حصل أيضاً إبراهيموفيتش وفيلايني على حصتهم من التشبيهات أما التصريح الأحدث فكان يوم أمس السبت حين قال مورينيو أن ماتيتش هو أفضل لاعب دربه بمسيرة قابل فيها رونالدو ودورغبا وتيري ولامبارد ومودريتش وميليتو وإيتو وإبراهيموفيتش والكثير من النجوم الآخرين!
لو قاطعنا كل التصريحات الأربع الكبرى مع بعضها سنجد أن جميعها تلتقي عند كريستيانو رونالدو ففي كل مرة يتجاهل فيها المو تألق مواطنه ويفضل عليه لاعب آخر أو على الأقل يساويه به وبغض النظر عن حاجة المدرب لتحفيز لاعبيه بالمقارنات إلا أنه على ما يبدو اختار الدون ليكون الشماعة الدائمة لتصريحاته.
ما يقوله مورينيو ربما لا يعني رونالدو كثيراً خاصة مع التوتر الذي حدث بين الثنائي بآخر فترات السبيشال وان بمدريد لكن إطلاق مورينيو لأسلوب جديد يُدخل فيه مقارناته وذكرياته يبدو بالتأكيد تعديلاً واضحاً بسلوك المدرب الأكثر إثارة للجدل بالعالم.