تقدير إسرائيلي: صفقة التبادل مع سوريا تشجع صفقة قادمة مع حماس
خبير أمني إسرائيلي يقول إن “صفقة التبادل الأخيرة مع سوريا بشأن استعادة جثة الجندي زخاريا باومل مقابل إطلاق سراح اثنين من الأسرى السوريين يقدم سابقة خطيرة أمام حماس، التي تحتفظ بجثامين جنود إسرائيليين، مما قد يشجع حماس وإسرائيل معاً على التقدم باتجاه إبرام صفقة ثنائية”.
قال خبير أمني إسرائيلي إن “صفقة التبادل الأخيرة مع سوريا بشأن استعادة جثة الجندي زخاريا باومل مقابل إطلاق سراح اثنين من الأسرى السوريين يقدم سابقة خطيرة أمام حماس، التي تحتفظ بجثامين جنود إسرائيليين، مما قد يشجع حماس وإسرائيل معاً على التقدم باتجاه إبرام صفقة ثنائية”.
وأضاف يوسي ميلمان في مقاله بصحيفة معاريف، أن “إمكانية إنفاذ صفقة تبادل مع حماس متوقع رغم العقبات التي تعترض إنجازها بسبب تباعد مواقفهما، لاسيما بالنسبة للمبدأ الذي أعلنته إسرائيل “جثة مقابل جثة”، وما حصل مع السوريين يعني أن هذا المبدأ لم يعد معمولا به”.
وأضاف إن “إسرائيل أطلقت سراح اثنين من الأسرى السوريين مقابل جثة جندي إسرائيلي، صحيح أننا أمام ثمن متواضع لكن الصفقة قد لا تكون جديرة بالاهتمام، لأن أحد المفرج عنهما تاجر مخدرات
كان سيخرج بعد ثلاثة أشهر، والثاني أحد عناصر حركة فتح كان سينهي محكوميته بعد أربع سنوات”.
وأوضح أنه “يجب “مناداة الصبي باسمه”، فنحن أمام صفقة ثلاثية بين إسرائيل وسوريا وروسيا، رغم محاولة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والجيش إخفاءه، رغم أن فلاديمير بوتين لا يقدم وجبات مجانية، ولابد لمن يستلم البضاعة الإسرائيلية أن يدفع ثمنها، كما نفى الجيش الإسرائيلي وجود صفقة، وزعم أن المسألة لا تتعدى مبادرة إنسانية تجاه بوتين، لكن المتحدثين الروس أعلنوا أن موسكو كان لها دور في البحث عن جثمان باومل”.
وأشار أن “نتنياهو لم يرد الحديث قبيل الانتخابات عن الصفقة، خشية ألا يتم استقبالها بإيجابية لدى الجمهور، حتى لو علم أن الثمن قليل جدا، لكن هذه القرارات الأمنية تتخذ من قبل شخص واحد وهو نتنياهو، ولذلك لم يأت بالموضوع لمناقشته في الحكومة أو الكابينت المصغر كما جرت العادة، بل اكتفى بمصادقة المستشار القانوني للحكومة، رغم أن الهيئة المكلفة بالموافقة على الصفقة هي الحكومة أو الكابينت فقط”.
وأكد أن “ما حصل هذه المرة مع السوريين، قد يعتبر مقدمة لصفقات أخرى في الطريق، لأن القرارات المصيرية والهامة الخاصة بأمن إسرائيل يقررها نتنياهو، الذي يزيد من مركزيته في اتخاذ القرارات، أما الحكومة والكابينت والائتلاف فسيكون أمامهم جميعا مهمة التوقيع على هذه القرارات”.
وختم بالقول أن “إطلاق سراح الأسيرين السوريين، رغم كل ما تقدم من ملاحظات وتحفظات، قد يشجع حماس وإسرائيل على إبرام صفقة تبادل، صحيح أن إسرائيل قد تبقى مصرة على مبادئها، رغم أنها دفعت هذه المرة ثمنا متواضعا، لكن حماس من جهتها قد تستنتج أن إسرائيل تنازلت عن مبدأ مهم وأساسي، وهو أنها مستعدة لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين أحياء، وليس فقط بمبادلة جثة مقابل جثة، وهو المبدأ السائد حتى اليوم”.