أخبار فنية

“تيجي تكحلها تعميها”.. الانتقام على طريقة ياسمين عبدالعزيز

ما زلت أذكر تلك المكالمة الغاضبة التي تلقاها زميل لي قبل سنوات من ياسمين عبدالعزيز، تلومه فيها على الطريقة التي تمت بها صياغة خبر عنها، ارتسمت على وجهي ابتسامة إعجاب حين تردد اسمها لأني أحبها، لذا رحت –على غير العادة- أنصت لزميلي وهو يهدئها ويخبرها بأنه سيقوم بالتصرف اللازم.

كان الخبر بشأن صورة لها مع المتحدث العسكري وقتها، “عيب كدا أنا ست متجوزة وبحترم جوزي”، قامت الصحف وقتها بتداول صورة لها بصحبة العقيد أحمد محمد علي خلال حفل جمع الفنانين، مع وصفه بجاذب النساء، وتصويرها باعتبارها “معجبة” به، وهو الأمر الذي أغضبها وقتها بشدة.

لم أكن أعلم أن الممثلة المفضلة لديّ، والتي أعجبتني حميتها وقتها، ستتحول إلى موضوع الساعة عقب سنوات قليلة من تلك المكالمة، وأن “السكون” و”السرية” اللذين غلّفت بهما حياتها لسنوات طويلة سينقضي على يد أقرب الأقربين!

طفولة سعيدة مع الأشقاء
“تربية صبيان” تنطبق هذه الجملة إلى حد بعيد على ياسمين، التي ظهرت للمرة الأولى أمام الكاميرا في عمر الـ 14 عاماً، “كان نفسي أعمل إعلانات واطلع في التلفزيون وأعمل نفس الحركات اللي بشوفها من البنات، صاحبة ماما شافتني وقالتلي وشك لذيذ، عملت أبليكشن عند طارق نور، واختاروني، وعملت إعلانات”.

بينما كان عمرها 19 عاماً كان شقيقيها وائل 24، وشريف 26 عاماً، لا يزالان يشاكسانها، لكن حين يجيء دور الحديث عن الأشقاء لم تكن تذكر سوى شريف، الذي اعتاد أن يشاكسها بعنف “كنت بروح أغلس عليه، يقولي هاتبطلي ولا لأ، أقوله لأ”، هكذا كان يحملها ليخرجها من شرفتهم في الدور الثالث حتى تكاد تقع فتمسك برقبته وتقسم “حرمت”، تربية مع أشقاء ذكور جعلتها تفضل الأولاد عن البنات “كنت بلعب مع الولاد أكتر، واخدة على تربية الصبيان”.

العائلة القادمة من ساحل سليم في أسيوط، لا تعلم ابنتهم الكثير عن بلدتها الأصلية، حيث ولدت بالقاهرة، فيما عاشت حياة بلا أب عقب انفصال والديها، حيث تكفلت أمها بتربية أبنائها الثلاثة وحدها.

ياسمين ما قبل حلاوة
“في رأيي ستكون هي سعاد حسني الثانية”، كان هذا هو الوصف الذي نالته في مقدمة برنامج “الليلة مع د. هالة سرحان” المذاع على قناة إيه آر تي عام 1999 والذي جمعها مع الفنان الشاب وقتها كريم عبدالعزيز، عقب خمس سنوات من العمل في مجال الإعلانات والانطلاق في مجال التمثيل ونجاح مسلسل “امرأة من زمن الحب”.

لم تكن ياسمين تتمتع في بدايتها بأنوثة طاغية، مشيتها طريقة سلامها الرجولية جداً، لم تكن لتؤهلها إلى التميز في المجال الفني لولا ما كانت تتمتع به من براءة وجمال شفعا لها، وضحكة ملء الفم توزعها على الجميع بدرجة 180 من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار جعلتها في قلوب الكثيرين، حتى قصة الشعر تلك التي احتفظ فيها لسنوات بـ”قصة” على الجبين جعلتها أقرب إلى عالم الأطفال منها إلى النساء.

لم يكن عمرها أكبر من 19 عاماً، حين وصفتها هالة بـ”نجمة نتوقع لها أن تصبح سوبر ستار”، لم تكن وقتها ترفض اللقاءات الإعلامية، أو التصريحات الصحفية، ما إن يسألها أحدهم عن أمر حتى تبتسم بإحراج وتضم كتفيها ولتفرك يديها معاً في خجل ثم لا تلبث أن تنطلق في الحديث.

مع ذلك لم تفتقد ياسمين إلى الذكاء أو الحسم بشأن أمورها، فضلاً عن كونها مستمعة جيدة للنصائح، لذا حين نالت نصيحة بشأن ضرورة التوقف عن الإعلانات، اقتنعت وتوقفت فوراً، كما اتبعت النصيحة التي نالتها لاحقاً بضرورة التوقف عن الظهور واللجوء إلى “الندرة” على طريقة عمرو دياب، ومنير.

حلاوة وبداية التخبط
محمد حلاوة  هو رجل أعمال مصري، ينتمي لأسرة ثرية، ساهم في توسيع قاعدة أعمال الأسرة، بين قطاعات عدة، سواء كان ذلك في مجال الصناعات الغذائية أو التعليم، وصولاً إلى الإنتاج الفني أخيراً، على الرغم من كونه زوجاً وأباً لعدة أطفال لم يرد بشأنهم معلومة مؤكدة -أربعة أبناء منهم ثلاث فتيات-  فإنه لم يتردد في طلب الارتباط بياسمين، رغم حداثة سنها.

الأكيد أن أياً من زوجته الأولى، أو أبنائه، لم يظهروا بأي شكل، قبل ارتباطه بياسمين أو بعدها، كما لم يبد هناك معلومات مؤكدة إذا ما كانت ياسمين زوجة ثانية، بحسب ما أوردته بعض المواقع الإلكترونية، أم زوجة وحيدة بعد تطليق الأولى.

بداية تتعلق بـ”المال” كلياً، بحسب رواية ياسمين في برنامج “معكم منى الشاذلي”، حيث أكدت “أعرفه من عمر 18 سنة، كان عاوز إعلان للشركة، رفضت قال لبلد عربية، مضينا العقد كل شوية يكلمني، وبعدين يكلمني كل شوية هانعمله يوم كذا، لحد لما قالي عاوزين نتجوز قلتله لا أنا صغيرة، قعد 3 سنين ونص يحاول لحد لما اتجوزنا”، زواج وصفته بالإعجاب الذي تحول لاحقاً إلى حب، والحقيقة أنني أعتقد أنه كذلك فلو خلا من الحب ما استمر لـ 17 عاماً، ولما قرر الطرفان إطلاق اسم “ياسمين” على الابنة الأولى لياسمين الكبرى.

فستان أسطوري قيل وقتها إنه تكلف 250 ألف جنيه، ومسكن فاخر قيل أيضاً إنه تكلف 20 مليون جنيه، لكن أياً من تلك التفاصيل لم تجر على لسان ياسمين التي ما إن بدأ زوجها في الإعلان عن ارتباطه بالفنانة المصرية ريهام حجاج عقب زواج استمر 17 عاماً، حتى خرجت ياسمين عن صمتها بشكل متخبط للغاية ومحرج في الوقت نفسه، حيث اعتمدت بشكل شبه كلي على مواقع التواصل للإعلان عن ردود فعلها وقراراتها لتصبح حياتها الخاصة التي ظلت ساكنة لسنوات طويلة “مشاعاً” في رحلة طويلة من “الكيد” المتبادل بينها وبين ريهام حجاج.

كراهية متبادلة مع الصحافة والصحفيين
لا تتمتع ياسمين بعلاقة طيبة مع الصحافة، ربما بسبب ذلك الحرص الشديد من جانبها لسنوات طويلة على تجنب الظهور بأي شكل، ما شكل إحراجاً لأي صحفي حاول لقاءها، سواء كان ذلك على صفحات الجرائد أو على شاشات التلفزيون، تبقى بعيدة عن برامج الاعترافات وكواليس النجوم، في منطقة خاصة بها.

لا ينسى أكثر الصحفيين الفنيين ذلك اليوم حين دعتهم ياسمين، خلال شهر رمضان الماضي إلى مكان بعينه في منطقة بعيدة خالية من المحال التجارية، بعدما وعدت بعضهم بلقاءات حصرية، لم تلبث أن خرجت لتدلي بتصريحات بعينها حول أجرها وأعمالها ورحلت دون أن تفي بوعودها للبعض ممن استصدروا “أوردرات” تصوير، ما عرّض أكثرهم لـ”خصومات” فيما لم تعط أياً منهم مساحة لأسئلة أكثر، تذكر صديقتي -وكانت واحدة من بين الحضور: “قالتلهم داخله أتسحر أنا بصوم، والناس استنتها لبعد السحور، في الآخر طلّعت البودي جارد يطردهم بشكل صعب، والناس مشيت وقت الأذان لا اتسحروا ولا شربوا مياه ولا اتعاملوا كويس”.

لم يكن هذا هو الاحتكاك الوحيد بينها وبين الصحفيين، فحين قررت الظهور أخيراً اختارت البرنامج والمذيعة، ويبدو أنها اختارت أيضاً ما يمكن أن يقال ولا يقال، حيث لم يرد اسم ريهام حجاج ولو لمرة واحدة خلال اللقاء، فقط إشارات من بعيد، لتدع صفحتها عبر “إنستغرام” المنفذ الرسمي شبه الوحيد الذي تعتمد عليه وسائل الإعلام بما فيه وسائل عالمية مثل  سي إن إن.

الانتقام على طريقتها
في لقائها النادر مع منى الشاذلي لاحظت انفعالاتها عبر تنفسها الذي حاولت غير مرة ضبطه كي لا تبدو بمظهر الضعيفة أو الباكية على اللبن المسكوب، اللقاء الذي جاء بالكامل كرسالة أخيرة منها إلى زوجها عقب عدة محاولات سابقة منها للتأكيد على حسن العلاقة بينهما ونفي الانفصال، تارة بصور رحلاتهما في الخارج، وتارة بصور لورود تبدي معها “التمنع” انتهت أخيراً بإصدار بيان رسمي حول انفصالهما ومن ثم التأكيد على أن هذا كله مرّ مرور الكرام، وهو ما لم يحدث في الحقيقة.

لا أدري في الواقع ما حدث لاحقاً، لكن الأكيد أن ياسمين وخلال العام الذي فصلها بين الانفصال الفعلي والانفصال المعلن ببيان كانت قد عملت على نفسها بشكل مكثف، ففقدت قدراً كبيراً من وزنها الذي عجزت عن ضبطه لسنوات طويلة سابقة، فضلاً عن التزامها بتمرينات رياضية صارمة بدا أثرها واضحاً على شكل جسدها.

لكن هذا لم يكن كل شيء، ففيما راحت غريمتها تواصل نشر الصور “الكيدية” لحظة بلحظة، راحت ياسمين تركز في عملها، لكن يبدو أن هذا لم يكن سوى محاولة للانتقام، لهذا لم يبد أن الصورة ستكتمل إلا بشريك يقاسمها الصورة قبيل انقضاء العام على انفصالها.

لا تأتي الرياح بما تشتهي ياسمين
لا أحد يعلم بالضبط حقيقة ما جرى بين ياسمين وأشقائها خصوصاً وائل، لكن الأكيد أن أحداً منهم لم يحضر عيد ميلادها الذي شاركها فيه العوضي في يناير/كانون الثاني الماضي، الأمر الذي أثار استياء وائل بشدة فخرج عن صمته بـ  المنشور الفاضح الذي أساء إليه قبل أن يسيء لشقيقته والذي راح خلاله ينتقد تصرفاتها وطبيعة ارتباطها بالفنان الشاب أحمد العوضي الذي ذكر أنه يصغرها بعشر سنوات.

هكذا راح العوضي يرد بشكل أكثر فجاجة، مذكراً وائل بدور شقيقته في الإنفاق على ابنه، إلا أن طليقة وائل خرجت لتؤكد أن العمة ياسمين لم تنفق على ابن شقيقها سوى فترة قصيرة وعادت لتعلن أنها لن تستكمل هذا وأن ابنها ليس طرفاً في الصراع ولا ترغب في ذكر اسمه بأي شكل من الأشكال.

صحيح أن الجميع قاموا بمسح المنشورات المسيئة، وانتهى الأمر بمقطع فيديو من وائل يؤكد خلاله أنه لم يقصد الإساءة لشقيقته، لكن ياسمين لا تزال تواصل محاولات الانتقام والتظاهر بأنها بخير عبر المزيد من العمل، والتمرين، والاهتمام بعلاقة جديدة لم يبد طرفها الثاني من الشجاعة لكي يعبر عنها بقوة وجرأة فراح يراوغ خلال أحد البرامج بشأن فتاة أحلامه رافضاً الإشارة إلى ياسمين.

الفاصل على ياسمين حق
الحق أنني أحب ياسمين وأكره كل تلك المحاولات البائسة من جانبها لإثبات أنها بخير، في الحقيقة هي ليست بخير وإنكارها المتواصل لن يقودها سوى إلى مزيد من الإخفاق، والتفاصيل المبتورة كما جرى في صورتها الأخيرة التي أعلنت فيها حبها لأحمد العوضي كرد على شقيقها بينما علبة فازلين صغيرة كانت لا تزال على الطاولة التي تجمعهما في صورة التقطت على عجل.

الفتاة التي جاهدت للحفاظ على بيتها كي لا تعيش حياة الانفصال التي عانت منها والدتها من قبل، بات مفروض عليها أن تحظى بلقب المطلقة الآن، لتعود إلى الحياة التي لفظتها، مجبورة وبأسوأ الطرق.

ربما ما فعله وائل كان بداية جيدة لحالة واسعة من التعاطف لا يزال بإمكانها استثمارها بالمزيد من التركيز في عملها، واحترام الصحفيين والعاملين عموماً في مجال الإعلام، والتمهل في علاقات عاطفية قد تقودها إلى نهايات أسوأ من تلك التي مرّت بها من قبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *