أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك . بقلم: ابو عكرمة الطيباوي

بمناسبة عيدالأضحى يتشرف المربي الشيخ أبو عكرمة الطيباوي ان يقدم :

أهلنا الأفاضل: نحييكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونهنئكم ً بقدوم عيد الأضحى المبارك وتقبل الله منا ومنكم ، فالعيد من خصائص هذه الأمة , وهو من شعائر الإسلام , فعلينا العناية به وتعظيمه قال تعالى :{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } الحج :32. ويوم النحر هذا من أفضل الأيام لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: { أعظم الأيام عند الله يوم النحر}فالحمد لله الذي به تم الصالحات، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، صاحب المعجزات الباهرات، والكرامات الظاهرات.

وبعد…اعلم أخي المسلم الحبيب أن للمؤمنين في الدنيا ثلاثة أعياد لا غير، عيد يتكرر في كل أسبوع وهو يوم الجمعة، وعيدان يأتيان في كل عام مرة، وهما عيدا الفطر والأضحى، لمَّـا قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان لهم يومان يلعبون ويلهون فيهما، فقال: “إن الله قد أبدلكم يومين خيراً منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى ، فأبدلنا الله بيومي الذكر، والشكر، والمغفرة، والعفـو.

وإليكم وقفات سريعة موجزة مع آداب وأحكام عيد الأضحى

أخواننا الكرام : الخير كل الخير في اتباع هدي الرسول – صلى الله عليه وسلم – في كل أمور حياتنا، والشر كل الشر في مخالفة هدي نبينا – صلى الله عليه وسلم – لذا أحببنا أن نذكركم ببعض الأمور التي يستحب فعلها أو قولها في عيد الأضحى المبارك ، وقد أوجزناها لكم:

– التبكير للصلاة : العيد من أعظم الخيرات والقربات, لحديث البراء – رضي الله عنه – قال : خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال : (إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نُصلي ).

– التكبير : يشرع التكبير من يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة , قال تعالى : ” وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ “. وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “زينوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد ” .

وصفته أن تقول : الله أكبر , الله أكبر ,لا إله إلا الله والله أكبر , الله أكبر ولله الحمد.

ويُسَّنُ جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات إعلاناً بتعظيم الله وًعبادته وشكره.

– ذبح الأضحية : ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى , ومن لم يذبح فليذبح ) رواه البخاري ومسلم ولقوله تعالى :{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } الكوثر : 2 – الأكل من الأضحية : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته, وعلى المسلم إطعام الفقراء والمساكين والجوعى من أضحيته. والعطف على الأيتام ومساعدتهم وإدخال السرورعلى قلوبهم

– الاغتسال والتطيب للرجال : ولبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا مخيلة ولا تبذير فهذا حرام – أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب وبلباسها الإسلامي الشرعي.

– التهنئة بالعيد : مثل قول : تقبل الله منا ومنكم الطاعات أو كل عام وأنتم بخير أو كل سنة وأنت سالم . -الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر : والسُنَّة الصلاة في مصلى العيد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلي في المسجد , و يستحب أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم _علينا زيارة الأرحام والأقارب والجيران والتحلي بالأخلاق النبيلة والآداب الرفيعة كالتسامح والعفو والكلمة الطيبة والبسمة الجميلة وزيارة المرضى وتهنئتهم بالعيد .

– الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة : والذي رجحه المحققون من العلماء أن صلاة العيد واجبة ولا تسقط إلا بعذر شرعي . والنساء يشهدن العيد مع المسلمين .
– من السُنَّة اجتماع الناس على الطعام في العيد, قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( جَمْعُ الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة , وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .

واحذر – أخي المسلم – من الوقوع في الأخطاء التي يقع فيها الناس :

– اللهو أيام العيد بالمحرمات : كسماع الغناء والرقص , ومشاهدة الأفلام الساقطة, واختلاط الرجال بالنساء اللاتي لسن من المحارم وغير ذلك من المنكرات -عدم سياقة السيارات بسرعة وتهور وحركات جنونية حتى لا تتحول الأفراح والبهجة الى ألم وحزن وأسى .

– عدم الإسراف والتبذير : بما لا مصلحة فيه ولا فائدة منه سواء في المفرقعات المزعجة والمقرفة أو الملبس أو المأكل والمشرب لقول الله تعالى :{ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } الأنعام : 141

-لا تخصص يوم العيد لزيارة المقابر والسلام على الأموات , بل علينا زيارة الأحياءوالأقارب وصلة الرحم والجيران. وختامه مسك : لا تنس – أخي المسلم – أنه علينا ترك التباغض والحسد والكراهية , وتطهير القلب منها.

اللهم وفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا للبر والتقوى , واجعل راية التوحيد خفاقة في شتى أنحاء المعمورة.

وبهذه المناسبة العطرة نرفع أحر التهاني وأعطرها لجميع أهلنا الإعزاء وتقبل الله منا ومنكم الطاعات مع خالص تمنياتنا وتحياتنا وكل عام وأنتم اقرب الى الله .